رئيس لجنة “ناتو” العسكرية: الحلف لا يرى أن روسيا تسعى إلى مهاجمة دول البلطيق
تقرير إخباري
بعد أن تمكّنت دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” بقيادة واشنطن من استقدام بنيتها التحتية العسكرية إلى شرق أوروبا تحت ذريعة هجوم روسي وشيك على بلد ليس عضواً في الحلف حتى الآن، وترفض أغلب الدول الأوروبية الموافقة على انضمامه إليه وهو أوكرانيا، لا بدّ من التوقف عند تصريح أدلى به الأدميرال روب باور رئيس لجنة ناتو العسكرية من أن “الحلف لا يرى في الوقت الحاضر أن روسيا التي تحشد قواتها في بيلاروس قبل بدء تدريبات عسكرية هناك، تسعى إلى مهاجمة دول البلطيق”.
فهذا الخبر يضع مجموعة من إشارات الاستفهام حول سياسة الحلف المتبعة إزاء موسكو، والهدف الحقيقي من التصعيد الغربي ضدّها، ألا وهو إيجاد مسوّغات لتمدّد الحلف شرقاً، حيث جاء هذا التصريح بعد أن أكدت مجموعة من التقارير الغربية، فضلاً عن التقارير والتصريحات الصادرة من كييف نفسها، أن الدول الغربية حوّلت أوكرانيا مؤخراً إلى مستودع كبير للأسلحة الفتاكة، وهي أسلحة متنوعة ودقيقة، وبهذا يكون الحلف قد أوجد ذريعة لنشر ترسانة أسلحته وخاصة النووية الأمريكية في شرق القارة، وهو بالضبط الأمر الذي ما انفكّت موسكو تحذّر منه وتؤكد أنه سيكون سبباً رئيساً في انهيار الأمن الأوروبي الذي تدّعي الدول الغربية حرصها عليه.
وخلال موجز صحفي قال الأدميرال الذي يقوم بزيارة إلى العاصمة الليتوانية فيلنيوس: “إذا نظرتم إلى مواقع القوات الروسية في بيلاروس، فصحيح أنه لا بد من تقييم ما إذا كان هناك في الوقت الحالي تهديد عسكري على دول البلطيق وخاصة ليتوانيا، كما لا بد من تقييم ما إذا كان هناك قصد أو مؤشرات تدل على أن الروس أو البيلاروس يريدون الإضرار”.
وتابع المسؤول العسكري: “لا نرى النية ولا نتوقع أن تهاجم روسيا ناتو بصورة مباشرة أو عبر بيلاروس”.
وعلى خلفية تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي بنشر قوات أمريكية إضافية في بولندا ورومانيا وألمانيا.
وكشف باور أيضاً أن لجنة ناتو العسكرية قد يتم تكليفها الأسبوع المقبل “إعادة النظر في السلوك على حدود حلف شمال الأطلسي”، موضحاً أن نتائج ذلك ستعتمد على خطوات روسيا وبيلاروس اللاحقة. وأشار الأدميرال إلى أن ناتو لا يزال واثقاً من إمكانية إيجاد حل دبلوماسي لتخفيف التوتر بين الغرب وروسيا.
والسؤال المطروح: إذا كان هذا هو التقييم العسكري الحقيقي للموقف على الأرض بين روسيا و”ناتو”، فماذا يعني الإصرار الغربي المستمر على نشر الأكاذيب والمزاعم طوال الفترة الماضية حول غزو روسي وشيك للأراضي الأوكرانية؟.
في الحقيقة، لم يعُد أمام الحلف بعد تمكّنه بالفعل من تحقيق الغاية الحقيقية من التصعيد وهي تبرير نشر بنيته التحتية على حدود روسيا بخلاف التفاهمات مع الاتحاد السوفييتي السابق، إلا أن يعمل تدريجياً على التراجع عن تصريحاته السابقة خوفاً من تطوّر المشهد إلى صدام حقيقي مع موسكو، وهو الأمر الذي لا يزال يؤكد أنه لا يرغب به ولا يسعى إليه، فهل سيمنع هذا التصريح روسيا من تعزيز ترسانتها النووية على حدوده مع الحلف، أو بالقرب من الولايات المتحدة الأمريكية التي عزّزت ترسانتها النووية على حدوده؟.
طلال ياسر الزعبي