ذهاب الدوري الكروي الممتاز انتهى بلا مستوى واللجنة المؤقتة تتحمّل المسؤولية!!
ناصر النجار
أجمع المراقبون أن الدوري الكروي في مرحلة الذهاب ظهر بلا مستوى ولا لون ولا طعم، حتى إن المدربين الأجانب كتيتا والتونسي نبيل معلول لم يجاملوا كرتنا في هذه الناحية فقيل بصراحة: دوريكم ضعيف.
وإذا ابتعدنا عن العواطف والمجاملات فإن دورينا أصبح في حالة يرثى لها من حيث الأداء والمستوى، وفي ذلك أسباب عديدة.
السبب الأول مهم يكمن في هجرة أفضل اللاعبين عن الدوري مطلع الموسم الحالي، فالمهاجرون بلغوا 24 لاعباً، وبعد الأسبوع العاشر غادرنا حوالي ثمانية لاعبين، وهذا العدد ساهم بتراجع الدوري، ومستوى العديد من الفرق، خاصة أن المهاجرين من أبرز اللاعبين على الصعيد المحلي، وبعضهم دوليون في المنتخب الأول أو الأولمبي، وزاد من حجم المعاناة عدم وجود البديل، في السابق كان البدلاء ينتظرون دورهم لأداء بضع دقائق في الملعب ليثبتوا وجودهم، واليوم لم تعد الأندية قادرة على تأمين البديل المناسب، والأسوأ ما حصل في فترة الانتقالات الشتوية عندما لم تجد الأندية أي لاعب لتتعاقد معه، وقد استنزفت أنديتنا كل اللاعبين.
وفي إحصائية بسيطة لأعمار لاعبي الدوري الكروي الممتاز، نجد أن أكثر من ستين بالمئة من اللاعبين تجاوزوا سن الثلاثين، وهذا يعني أن أنديتنا شاخت، والدوري أصبح عجوزاً، وبالمقابل لم نعد نجد الاهتمام بفرق القواعد لتنتج لنا البديل الجاهز، ما أدى لهذا الفقر الكروي.
اتحاد كرة القدم الأسبق فرض على الأندية مشاركة سبعة لاعبين شباب مع فرق الرجال قبل أربعة مواسم، ولو تم تطبيق القرار في الموسمين الأخيرين لوجدنا دماً جديداً يدخل الدوري الممتاز.
الحلول الأولى تقتضي زج لاعبين شباب، ومنع أكثر من ثلاثة لاعبين تجاوزوا الثلاثين من التعاقد مع أندية الدرجة الممتازة، ودون هذه الإجراءات لن تحيا كرتنا من جديد.
أيضاً توقفات الدوري الكثيرة ساهمت بتراجع مستوى الأداء، لأن هذه التوقفات أصابت اللاعبين بالملل والفتور، وأتعبت المدربين بالتحضير، وهذا انعكس بشكل مباشر على الأداء الذي تراجع بفعل ضعف الجاهزية الفنية والبدنية بسبب توقف النشاط لست مرات، فبعد أداء مباراة أو اثنتين يتوقف الدوري شهراً، وهذا له عوامله السلبية الكبيرة على المدربين واللاعبين.
ومن أسباب تراجع المستوى عدم وجود ملاعب صالحة لأداء المباريات، فالدوري أقيم على ملاعب صناعية أو ملاعب متصحرة، وهذا كله لا يساعد على تقديم عروض جيدة من اللاعبين الذين أعاقتهم الأرض، وعرّضت البعض منهم لإصابات بدنية مختلفة بعضها سطحي، وبعضها قاس.
ومن الأسباب أيضاً غياب الاستقرار الإداري عن العديد من الأندية، وتعرّض أغلب أنديتنا لأزمات مالية خانقة، وهذا انعكس على جدية اللاعبين في التمارين والمباريات، فالكثير من اللاعبين ملّوا انتظار المال، وبعضهم الآخر ملّ انتظار الإدارة الجديدة، وآخرون سئموا من تبديل المدربين والطواقم الفنية، وهذا التغيير له تأثير على اللاعبين، لأن كل مدرب جديد له فكر وأسلوب، فقد يبدل مراكز اللاعبين، أو يعطيهم مهام جديدة غير معتادين عليها، وحتى يتأقلم اللاعبون مع الأجواء الفنية لابد من هبوط المستوى والأداء.
هذه العلل التي ذكرناها ساهمت بشكل مباشر بتراجع مستوى الدوري في مرحلة الذهاب، ولن نرى مستوى أفضل في الإياب لأن العلاج بحاجة إلى وقت، ولا أحد في كرتنا يملك العصا السحرية ليعطينا مستوى أفضل.