دراساتصحيفة البعث

الأزمة الأوكرانية تحدّ خطير لنظام “سويفت”

هناء شروف

لقد كشفت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عن عدم مسؤوليتهما، من خلال صبّ الزيت على النار، وتكثيف التوترات المؤدية إلى صراعات عسكرية. ستواجه روسيا الآن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا تقييد وصول البنوك الروسية إلى نظام الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت”.

يعدّ الاستبعاد من نظام “سويفت” بمثابة ضربة لأي دولة، وهو أمرٌ يشبه ما أطلق عليه البعض “الضربة الذرية المالية”. كانت هناك سوابق في الماضي، فقد تمّت إزالة جمهورية كوريا الديمقراطية وإيران من نظام “سويفت” مما أثر على اقتصاداتهما.

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال: “إن العلاقات الأمريكية الروسية عانت من تمزق كامل، وهو أمر غير مسبوق”، لكن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لن توجّه ضربة للاقتصاد الروسي فحسب، بل سترسل أيضاً موجات صادمة عبر “سويفت” والسوق المالية بأكملها.

يقع مقرّ جمعية “سويفت” في بروكسل، وتخضع أنشطتها للقوانين البلجيكية ذات الصلة، ويلعب البنك الوطني البلجيكي دوراً رائداً في الإشراف على أنشطة “سويفت” اليومية. ونظراً لأن بلجيكا عضو في الاتحاد الأوروبي، يجب أن تمتثل الجمعية لقوانين الاتحاد الأوروبي ذات الصلة، لذلك للاتحاد الأوروبي رأي كبير في هذه المنظمة.

في القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي يوم الخميس الماضي كان لـ27 دولة مواقف مختلفة حول ما إذا كان سيتمّ إخراج روسيا من النظام أم لا، وهذا يعني أن أعضاء الاتحاد الأوروبي لديهم مصالح مختلفة تماماً وتبادلات اقتصادية مع روسيا.

يشرف على أنشطة “سويفت “مجلس مؤلف من 25 مديراً أحدهم من روسيا، لذا فإن الدول المختلفة المعنية لديها مصالح مختلفة تماماً. إلى جانب ذلك يمكن أن تكون عواقب إخراج روسيا خطيرة للغاية، حيث سيؤدي إلى عرقلة جميع الأنشطة المالية والاقتصادية المتعلقة بروسيا. وبالنظر إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر الشريك التجاري الأكبر لروسيا، فإذا تعرضت روسيا للضرر فسوف يتضرّر الاتحاد الأوروبي أيضاً!.

علاوة على ذلك في عام 2015 أنشأت روسيا نظاماً لنقل الرسائل المالية والذي يمكن أن يحلّ محل نظام “سويفت”. وإذا لم تبذل جميع الأطراف المعنية جهوداً لأخذ المطالب الروسية المحقة بعين الاعتبار، فسوف ينتهي بهم الأمر جميعاً إلى دفع مبالغ باهظة، وهذا يمتد إلى نظام “سويفت” أيضاً.