المرأة السورية في عيدها.. تحويل أوجاع الحرب إلى تفاؤل وأمل ومشاريع ناجحة
طريق طويل، ودرب شائك من النضال والتضحية والجهد تسير فيه نساء سوريات، فيصنعن خلفهن ربيعاً مزهراً بالمحبة والعمل والعطاء المستمر، ليكون الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في كل عام مجحفاً قاصراً، مهما قيل عمّن قدمن أو يقدمن، ففي الحرب كانت المرأة السورية عنواناً للنصر بصبرها وصمودها وتقديمها الشهداء، وإيمانها بسورية وانتصارها، وفي السلم ما زالت العنوان للكفاح والعمل، تختصر إحدى النساء عند سؤالها عن دور المرأة في المجتمع وتمثيلها لنصفه بالردّ والقول: “هي المجتمع كله”.
نضال مستمر
وربما يكون يوم المرأة الذي أُقرّ بعد كفاح طويل للإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة، تأكيداً لما صنعته نساء سورية اليوم في مجالات مختلفة بميادين العمل، فالأدوار والمسؤوليات الجديدة التي ألقيت على عاتق المرأة خلال سنوات الحرب رفعت مستوى التحدي، لكنها أثبتت جدارتها في الاستجابة للواقع الجديد، وحقّقت النجاح تلو النجاح في ميادين العمل، ففي طرطوس نجد مثلاً نساء يصنعن مشاريع خاصة، مؤكدات أن الحرب أزالت فروقات العمل بين الرجل والمرأة.
أفكار رائدة
وتبدو هنا أفكار المشاريع التي قدّمتها نساء كثيرات، حيث تتحدث سامية خضر عن مشروعها الذي أنشأته لتصنيع المونة المنزلية في حريصون بانياس بعد أن استفادت من دورات تدريبية مجانية من هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مجال المحاسبة وتحسين المشروع، وحصلت على ترخيص مؤقت لمدة عام، فقدمت فكرتها البسيطة والتي كانت سبباً لتحقيقها النجاح وتقديم دور إيجابي في المجتمع.
في حين تحدثت ريما معروف عن مشروع إعادة تدوير أقمشة وصناعة جزادين، نفذته وشاركت من خلاله بعدة معارض. وقدمت ريم درويش مشروعاً لتصنيع المواد الغذائية في محافظة طرطوس، في حين أقامت جمال حنوش مشروعاً رائداً بإعادة تدوير نفايات وتصنيع تحف منزلية منها، لتشارك بعدة معارض بالتعاون مع هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكذلك مسابقه الباسل للإبداع والاختراع عن مشروع إعادة تدوير النفايات، حيث تقول: حصلت على المرتبة الثالثة وتمّ تكريمي من قبل المحافظ على هذا المشروع. وبدت مشاركة المرأة في مشاريع أخرى بسيطة ومن بيئة المحافظة حاضرة أيضاً مثل مشروع السيدة يارا ديب التي تقوم بصناعة الصابون البلدي وتقدم منتجات مختلفة بعد جهد وعمل طويلين.
دعم وتشجيع
وتؤكد ورود سليمان مديرة فرع هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في طرطوس دعم الهيئة لعمل المرأة، وتشجيع المشاريع التي تقوم بها النساء في المحافظة عبر دورات مستمرة وتقديم التسهيلات والتراخيص المطلوبة لتلك المشاريع، وتضيف: في يوم المرأة العالمي هذا العام ما تزال المرأة السورية نموذجاً للتضحية والعطاء، فمن أم تحضّ أبناءها على خدمة الوطن والدفاع عنه، إلى سيدة تعمل ساعات مضاعفة لتدبير معيشة أسرتها لتقدم مثالاً يحتذى لدور المرأة في المجتمع بشكل عام، وخلال الأزمات والحروب بشكل خاص.
وتأسف سليمان لما تعرّضت له المرأة السورية من استهداف ممنهج ومدروس لدورها كونها ركيزة المجتمع، وما تعرّضت له خلال الحرب في محاولة لإرجاعها إلى عصور الظلام والجهل، مؤكدة أن الطريق اليوم بات واضحاً قالت فيه المرأة كلمتها ليكون الإنجاز والعمل والمشاريع الناجحة إثباتاً لنجاح المرأة السورية وهدية لنساء العالم في يومهن العالمي.