بعد تأكيد نولاند أمام الكونغرس .. الدفاع الروسية تكشف عن مشروعا أمريكيا لنقل أسلحة بيولوجية بالخفافيش
بعد أن أقرّت واشنطن على لسان نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، بوجود “منشآت أبحاث بيولوجية” في أراضي أوكرانيا، وأن بلادها تعمل على منع وقوع هذه المواقع في سيطرة روسيا، مؤكدة خشيتها من “وقوع أي من هذه المواد البحثية في قبضة القوات الروسية حال اقترابها”، عادت لتنفي صحّة الاتهامات الروسية لها بالعمل على تطوير أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا، زاعمة أن موسكو نفسها تحضّر لاستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا.
غير أن المعطيات والوثائق التي يتم كشفها عبر وزارة الدفاع الروسية بشكل يومي تؤكد أن مثل هذه المراكز التي تموّلها وكالة الاستخبارات الأمريكية هي حقيقة وينبغي أن تتم إحالة هذا الملف إلى تحقيق جنائي، وذلك أنه خرق واضح لمعاهدة حظر الانتشار الكيميائية والبيولوجية، فضلاً عن أن هذه الأبحاث تمّت تجربتها على مواطني الدول التي تقبع فيها هذه المختبرات الأمريكية.
فقد أعلنت روسيا القبض على طيور مرقّمة أطلقت من مختبرات بيولوجية أمريكية في أوكرانيا، وذلك في منطقتي إيفانوفو وفورونيج الروسيتين.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، اليوم الخميس، أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تموّلها الولايات المتحدة في أوكرانيا كان إنشاء آلية سرية لنشر مسبّبات الأمراض الفتاكة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: باتت معروفة تفاصيل مشروع UP-4، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في كييف وخاركوف وأوديسا خلال الفترة حتى عام 2020.
ووفقاً للوزارة، كان هدف المشروع، دراسة إمكانية انتشار العدوى الفائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، التي تصل نسبة فتكها إلى 50٪، وكذلك مرض نيوكاسل. وخلال ذلك تم تحديد نوعين على الأقل من الطيور المهاجرة، التي تمرّ طرقهما بشكل رئيسي عبر روسيا، كما تم تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية.
وأضافت الوزارة: “من بين جميع الأساليب التي تم تطويرها في الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الوضع الوبائي، تعدّ هذه الطريقة من أكثر الأساليب تهوّراً وعديمة المسؤولية، لأنها لا تسمح بالتحكم في تطوّر الوضع”. ووفقاً للوزارة تم هناك أيضاً تطوير مشروع R-781، حيث تعتبر الخفافيش ناقلات محتملة لعوامل الأسلحة البيولوجية.
وتؤكد الوزارة أن مواد المشروع UP-8 لدراسة فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية، وفيروسات هانتا في أوكرانيا تدحض التأكيد العام الأمريكي أن العلماء الأوكرانيين فقط هم من يعملون في مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا دون تدخل علماء الأحياء الأمريكيين. تثبت إحدى الوثائق أن جميع الأبحاث العالية الخطورة يتم إجراؤها تحت إشراف مباشر من جانب مختصين أمريكيين. وتؤكد الوثيقة أن البنتاغون كان يسدّد بشكل مباشر نفقات هذه البحوث، وتشير الأجور المتواضعة للمختصين الأوكرانيين، وفقاً للمعايير الأمريكية، إلى تدني المستوى المهني لهؤلاء المتخصصين.
وتضمّنت الوثائق، مقترحات لتوسيع البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي على الأراضي الأوكرانية. وتم العثور على أدلة على استمرار المشاريع البيولوجيةUP-2 ، UP-9، UP-10، التي تهدف إلى دراسة مسبّبات الأمراض من الجمرة الخبيثة وحمى الخنازير الإفريقية.
من جانبه قال الفريق إيغور كيريلوف قائد قوات الحماية من الإشعاعات ومن السلاح الكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي: إن البنتاغون أبدى الاهتمام بالحشرات التي تحمل العدوى خلال التجارب في مختبرات أوكرانيا، وتم نقل أكثر من 140 حاوية بها براغيث وقراد إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف، قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة.
وأضاف: “اهتم البنتاغون كذلك بالحشرات الناقلة للأمراض المعدية الخطيرة. ويؤكد تحليل المواد الموجودة أن أكثر من 140 حاوية بها طفيليات خارجية للخفافيش – البراغيث والقراد – تم نقلها إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف”.
هذا الأمر دفع عضو مجلس الدوما نيكولاي نوفيتشكوف إلى القول: إن روسيا قد تطلب عقد محكمة دولية بشأن المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، وذلك بانتظار الحصول على إفادات الشهود والعثور على دلائل مقنعة على البحوث التي جرت هناك”، مشيراً إلى إمكانية انضمام الصين التي عانت من الأسلحة البكتريولوجية أثناء الحرب العالمية الثانية، لمثل هذه المحكمة، لينال المسؤولون عن ذلك عقوبتهم.
وكانت وثائق تحدّثت عن أن البنتاغون أجرى دراسات على الخفافيش في مختبرات بيولوجية بالقرب من حدود روسيا ليس فقط في أوكرانيا، بل في مختبر سري أمريكي في تبليسي بدءاً من عام 2017.
ووفقا لهذه الوثائق، بلغ إجمالي حجم التمويل للبرنامج الأمريكي الخاص بهذه الدراسات، حوالي 10.2 ملايين دولار، منها 6.5 ملايين دولار في جورجيا وأرمينيا وأذربيجان وتركيا والأردن، و3.7 ملايين دولار في الصين.
وتدل الوثائق، على أن مشروع دراسة الخفافيش وعدوى الفيروس التاجي في مختبر لوغار في تبليسي مستمر، ومن المتوقع أن يتم تنفيذه بالكامل قبل حلول 1 تشرين الأول 2022.
وقد ربط رئيس الشيشان رمضان قديروف تفشي الأمراض الخطيرة في أوكرانيا من عام 2008 إلى عام 2019 بأنشطة المختبرات البيولوجية الأمريكية هناك، معبّراً عن صدمته من ذلك، ومشيراً إلى تأكيد نائبة وزير الخارجية الأمريكي ذلك وإعرابها عن الخوف من سيطرة الجيش الروسي على عينات بيولوجية.
وأشار الرئيس الشيشاني إلى أن أمريكيين فقط يعملون في المختبرات “أو من حازوا على رضاهم”، لافتاً إلى أن القانون الأمريكي “يعفي المشاركين في مثل هذه المشاريع من المسؤولية الجنائية في حالة الاختبارات الفاشلة وغير القانونية.. بعبارة أخرى، يلقي البنتاغون اللوم على أوكرانيا نفسها في حال اندلاع مرض خطير في أوكرانيا، وسيعود العلماء الأمريكيون ببساطة إلى أوطانهم. لكن مثل هذه الفاشيات حدثت! ونحن الآن فقط نفهم سبب ظهورها. 2008، فيروس التهاب الكبد. 2009 تفشي الالتهاب الرئوي النزفي، تفشي الكوليرا في عام 2011 الذي تكرر في 2014 و2015، تفشي الحصبة 2016، في عام 2016 مرة أخرى إنفلونزا الخنازير، وكانت في عام 2009 سلالة “منسية”. 2017، التهاب الكبد أ، 2017-2019، تفشي مرض الحصبة. عام 2019، تفشي مرض الدفتيريا. وهذا فقط في أوكرانيا”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قدمت إفادة تمهيدية تكشف أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 200 مليون دولار لتشغيل المعامل البيولوجية في أوكرانيا التي كانت جزءاً من البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي.
هذا الحديث أكده قال عضو برلمان أوكرانيا النائب المعارض إيليا كيفا بقوله: تم إجراء تجارب على حوالي 4.5 آلاف عسكري أوكراني في المختبرات البيولوجية العسكرية الأمريكية في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، نشرت الصحفية البلغارية ديليانا غايتاندجييفا تحقيقاً على موقعها في الإنترنت، قالت فيه: إن البنتاغون أجرى تجارب على 4.4 ألف جندي في أوكرانيا وألف في جورجيا في مختبراته البيولوجية الموجودة في هاتين الدولتين.
تقرير – طلال ياسر الزعبي