“البعث” يطفئ شمعته الخامسة والسبعين
يطفئ حزب البعث العربي الاشتراكي شمعته الخامسة والسبعين، وسط إيمان عميق بقدرته على تجاوز الصعاب والمحن ومواصلة النصال الوطني والقومي لخدمة أهداف وتطلعات شعبنا وأمتنا العربية.
وقد استحقّ الشاعر السوري الراحل سليمان العيسى صفة “شاعر البعث”، بسبب انتمائه التنظيمي الفعلي إلى الحزب، وقصائده البعثية العديدة، فقد ألف النشيد الرسمي للحزب الذي يقول:
“يا شباب العُربِ هيّا وانطلق يا موكبي
وارفع الصوت قويَّا عاش بعث العربِ
نحن فلاح وعامل وشباب لا يلين
نحن جندي مقاتل نحن صوت الكادحين
من جذور الأرض جئنا من صميم الألم
بالضحايا ما بخلنا بالعطاء الأكرمِ
موكب الثوار واحد أو يقال الظلم زال
صامد يا بعث صامد أنت في ساح النضال
وحد الأحرار هيا وحد الشعب العظيم
وامض يا بعث قويا للغد الحُرِّ الكريم”
غادر سليمان العيسى لواء إسكندرون بعد سلخه ليتابع مع رفاقه الكفاح ضد الانتداب الفرنسي، وواصل دراسته الثانوية في ثانويات حماة واللاذقية ودمشق، دخل السجن أكثر من مرة بسبب قصائده الغاضبة ومواقفه القومية، وشارك في تأسيس حزب البعث منذ البدايات وهو طالب في ثانوية جودة الهاشمي بدمشق مطلع الأربعينات من القرن الماضي. واكتشف فجر “البعث” بصحبة مؤسّسه الأول زكي الأرسوزي، ذلك الحلم القومي الذي لم يخبُ يوماً في حياته وأشعاره، حتى بعدما ابتعدت البوصلة عن جهة الأمل.
كان “شاعر البعث” يزداد يقيناً (شعرياً) بإنجاز هذا الحلم العصي، نكبةً وراء أخرى، من نكبة سلخ لواء اسكندرون عن وطنه الأم، مروراً بنكبة فلسطين، وصولاً إلى نكبة حزيران 67.
قصائد مغناة
منذ البدايات الأولى لانطلاقة البعث، واكب المبدعون في الأدب أهدافه ومبادئه، وفي العموم يؤمن الشاعر البعثي بقدرة الشعر على التغيير، لأن الحزب يمثل تطلعات جماهير الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية، وربط عدد من الشعراء وكتّاب القصة تجاربهم الإبداعية بأهداف الجماهير وتطلعاتها.
وبعد قيام ثورة البعث، في الثامن من آذار 1963، صدحت حناجر المغنين بأناشيد تحيّي البعث وتمجد مسيرته النضالية في قيادة الجماهير، وعند استعراض الأغاني التي أذيعت في الفترة الأولى من انطلاقة ثورة البعث، نجد أسماء شعراء كبار كما نجد شعراء ومغنين وملحنين كان لهم نصيب ملحوظ من تلك الأغاني.
ومن الأغاني الأولى المحفورة في الذاكرة أغنية “البعث قامت ثورته” كلمات توفيق عنداني وألحان سليم سروة، وجاء في كلمات الأغنية:
البعث قامت ثورته والدهر دارت دورته
ليعيد مجد عروبتي وينال شعبي غايته
يا بعثنا قسما قسم رايتنا فوق القمم
ويح اللئيم فإن ظلم فغدا تكون نهايته
ومن الأغاني الشهيرة للعنداني وسروة أغنية “يحيا البعث” التي أدّتها المجموعة ومن كلماتها:
يحيا البعث العربي يحيا
حقق أمل الشعب الصابر
وأغنية “أنا بعثي”، وكانت من أداء المطربة هالة رمزي التي لم تنل نصيباً من الشهرة، ومطلع الأغنية:
أنا بعثي وفجري أشرق
وحدودي رعده قد أبرق
ولحن سليم سروة أيضاً من كلمات سميح حمادة، وهو شاعر لم يشتهر أيضاً، أغنية بعنوان “نحن بعث” وقد أدتها المطربة الكبيرة مها الجابري، ويقول مطلعها:
نحن بعث رافق المجد بنا
موكب النور إلى أعلى القمم
ومن كلمات الشاعر الكبير صابر فلحوط، أنشد ياسين محمود قصيدة “أمتي غني انتصارات الحمى”، وكانت من ألحان سليم سروة أيضاً يقول الشاعر في مطلعها:
أمتي غني انتصارات الحمى
واغضبي فالنصر في أن تغضبي
واشتهر من هذه الأغنية البيت الثاني الذي يقول فيه الشاعر:
أنا بعث وليمت أعداؤه
عربي عربي عربي
وكان هذا البيت يردّد في المهرجانات الخطابية والمسيرات الشعبية، كما كان يوضع على لافتات كبيرة في المناسبات الوطنية.
وصدحت المطربة دلال الشمالي بأغنية “من قاسيون”، وهي من كلمات الشاعر خليل خوري وألحان سهيل عرفة وجاء في مطلعها:
من قاسيون أطلّ يا وطني
فأرى دمشق تعانق السحبا
آذار يدرج في مرابعها
والبعث ينثر فوقها الشهبا
وتبقى هذه الأغنية من الأغاني المحفورة في الذاكرة، حيث إن نظرة من قمة قاسيون تؤكد تلاحم دمشق والبعث والثورة.