رياضةصحيفة البعث

التحكيم الكروي يشكو سوء واقعه.. والأندية تجده شماعتها المفضلة

لم تخل مباريات الجولة الحادية والعشرين من الدوري الممتاز بكرة القدم من الاعتراضات على التحكيم، رغم أنها مرت بشكل أكثر هدوءاً من الجولتين اللتين سبقتاها وشهدتا حوادث توقف وانسحاب، ومهازل غير مسبوقة، ولكن على ما يبدو أن قضية التحكيم ستبقى حتى نهاية الموسم الكروي برمته وفي مختلف الدرجات مثار جدل بين كافة الأطراف المعنية.

الناظر لواقع  اللعبة الشعبية الأولى يدرك أن المفصل التحكيمي يعد الحلقة الأضعف في مجمل المعادلة الكروية، كما أنه بات الشماعة التي تعلّق عليها الأندية ولاعبوها فشلهم وتقصيرهم، والحجة التي تسوّق للجماهير كل نتيجة سلبية، وهنا لابد من التأكيد على أن الأخطاء التحكيمية كانت وما زالت وستبقى جزءاً من كرة القدم، وكل الخطوات التي يتخذها الاتحاد الدولي على سبيل المثال تدل على أن إنهاء الخطأ التحكيمي بشكل تام أشبه بالمستحيل رغم الاستعانة بأحدث التقنيات.

في هذا الإطار كشف أحد الحكام الشباب لـ “البعث” أن الظروف المحيطة بالتحكيم كمهنة صعبة جداً، وهي غير معلومة بالنسبة للشارع الرياضي والجمهور، كون الحكم يتعرّض لكل أنواع الضغوط والمصاعب وحتى الشتائم، لكنه بالمقابل يُلام عند أصغر خطأ، ويُحمّل كل أوزار الفرق التي تبحث عن أي مبرر للتغطية على مشاكلها، وبيّن الحكم الذي أدار عدة مباريات هذا الموسم في مختلف الدرجات أن التحكيم السوري يعاني من مشكلة معنوية تتعلق بقلة الثقة بقدراته وكوادره، مع عدم تواجد الإمكانيات التقنية واللوجستية التي تمنح القدرة للوصول للقرار الدقيق في الحالات الجدلية والصعبة، لافتاً إلى نقطة في غاية الأهمية تتعلق بكيفية قبض الحكام لأجورهم في المباريات من النادي المستضيف، وما يلحق الحكم من حرج في ذلك ويضعه في موقف غير لائق.

وإضافة لما ذكره الحكم الشاب، تبرز نقطة غاية في الأهمية يغفل عنها الجميع وهي أن التحكيم حلقة من حلقات البناء الكروي ككل، والذي يضم اتحاد اللعبة، والمدربين، واللاعبين، والأندية، وغيرها، فإذا كانت بقية المفاصل مهترئة وتعاني أمراضاً مزمنة، كيف لنا أن نطالب بأن يكون التحكيم مثالياً لمسابقات تفتقر لأقل مقومات التنظيم، وتحتاج لإعادة نظر في شكلها ومضمونها على حد سواء؟.

أمام كل ما سبق، يجب أن نمتلك الجرأة كي ندافع عن حكامنا الذين يثبتون أنفسهم في المسابقات القارية، كما يجب أن يتم التمييز بين الخطأ البشري الناجم عن سوء التقدير وقلة الأدوات المساعدة، والخطأ المتعمّد الذي ينتهك معايير التنافس الشريف، ولا يصح أن يحصل دون عقاب رادع يبعد صاحبه عن مجال التحكيم نهائياً.

مؤيد البش