ماكرون والكراهية الطبقية
عائدة أسعد
على الرغم من فوزه بولاية ثانية، إلا أن شكل عداء الفرنسيين للرئيس إيمانويل ماكرون على مدى السنوات الخمس الماضية يبدو نادراً في بلد يشتهر بحبه لكراهية قادته. الصحفي نيكولاس دوميناتش المؤلف المشارك لكتاب (ماكرون: لماذا كل هذه الكراهية؟) قال: “هناك نوع من الكراهية يركز عليها ماكرون والتي لم نواجهها من قبل.. إن ماكرون والكراهية التي يثيرها غير مسبوقة، وهي نابعة من انحياز معيّن، فهو رئيس الأغنياء”.
حتى قبل الاقتراع في الجولة الثانية بأيام، أظهرت استطلاعات الرأي أن ماكرون كان من المرجّح أن يكون نخبوياً في نظر الكثيرين، لكن شخصيته، وطريقته في الكلام، وأسلوبه المركزي في الحكم، وارتباطه برجال الأعمال والأثرياء جعلت منه شخصية غير محبوبة ، وهو ما انعكس بنسبة فوزه في الجولة الثانية 58%.
ويقول المؤرّخ جان جاريج الذي يبحث في كتاب جديد حول دور الكراهية في السياسة: “إن ماكرون يبلور نوعاً من الكراهية الطبقية المتجذرة بعمق في المجتمع الفرنسي، وهو يبدو للبعض مثالاً نموذجياً تقريباً للطبقات المتميزة والنخبة الفرنسية من الأغنياء، لقد شهدت احتجاجات السترات الصفراء ضد ماكرون عودة صور الصراع الطبقي النهائي خلال الثورة الفرنسية عام 1789 التي شهدت خلع النظام الملكي، وقطع رأس الملك لويس السادس عشر”.
وبحسب مسؤولين كثُر، فإن ماكرون يحب الناس، ويحاول هو وزوجته بريجيت أن يتخلصا من الفجوة بين شخصيته الحقيقية، وشخصيته السياسية، ولديه قدرة هائلة على التعاطف، لكنه لا يزال يتمتّع بهذه الصورة اللعينة للغطرسة. وبالفعل، وضع ماكرون قبل انتخابه نظرية مفادها أن الفرنسيين كانوا “ملكيين مدينين للملك” أحبوا انتخاب رئيس شبيه بالملك.