المجموعة الخامسة
معن الغادري
تضاربت الأخبار حول موعد بدء تشغيل المجموعة الخامسة في المحطة الحرارية، إذ لم يشأ وزير الكهرباء الذي تفقّد المحطة مرتين خلال أقل من شهر، تحديد موعد نهائي لوضع المجموعة في الخدمة بصورة تجريبية كمرحلة أولى، واكتفى بالتنويه خلال زيارته للمحطة قبل يومين بالجهود المبذولة لإنجاز الأعمال والتي تشير المعطيات على الأرض إلى أنها في مراحلها الأخيرة.
لا شك أن إعادة تأهيل المجموعة الخامسة وباقي المجموعات تباعاً مؤشر مهمّ يدلّ على جدية واهتمام الحكومة والوزارة المختصة وسعيهما الدؤوب لتحقيق الاستقرار المطلوب في المنظومة الكهربائية، وزيادة التغذية الكهربائية والتخفيف من التقنين ما أمكن لتدعيم عمليتي النهوض والتنمية، وأياً يكن موعد تشغيل المجموعة نهاية الشهر الحالي أو نهاية الشهر الخامس، كما أفادت بعض المصادر، فإن الأعمال المنجزة على مستوى تأهيل الشبكة الكهربائية في حلب بما فيها المحطة الحرارية، شكلت تحدياً حقيقياً لعمال وموظفي الشركة الذين كانوا على قدر المسؤولية والتحدي في تجاوز كل الصعاب والمحن، وبالتالي نجحوا وبامتياز في كسر القيود واجتازوا الامتحان الأصعب، وأعادوا النور إلى هذه المدينة بعد أن عاشت لسنوات في الظلام.
وبانتظار الانتهاء من تأهيل المجموعة الخامسة، ومن ثم المجموعة الأولى ووضعهما في الخدمة والاستثمار، نرى أن التحدي الأهم والأكبر يتجلّى في استكمال تأهيل كامل مجموعات المحطة، لما لذلك من أثر مهمّ وكبير على العملية الاقتصادية والإنتاجية، وهو ما تنتظره وتستعد له حلب على وجه التحديد للتحرّر من ملف الأمبيرات أولاً، والقيود التي تكبّل حركة إنتاجها ثانياً، بحصولها على الحصة الأوفر من الطاقة وزيادة ساعات التغذية الكهربائية لتتمكّن من استعادة دورها الريادي في مشروع البناء والإعمار، وتدعيم ركائز النهوض والتنمية، وتسريع دوران العجلة الاقتصادية من جهة، وعجلة القطاعين السياحي والخدمي من جهة ثانية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
maanghadri1@gmail.com