في العيد.. فوضى أسواق وألعاب خطرة والرقابة فقاعات إعلامية ليس إلا..!!
يشهد العيد فوضى عارمة في الأسواق مع حالات تفاوت في الجودة والأسعار، مما شكل فرصة سانحة للكثير من التجار ضعاف النفوس، وذلك باللجوء إلى الغش والتدليس والتلاعب بالأسعار والجودة في آن معاً، ولم تقتصر هذه الحالات على مادة واحدة، بل شملت كل ماله علاقة بمستلزمات العيد وحاجاته.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن المواطن ذا الدخل المحدود يصعب عليه مجاراة تلك الأسواق، ولاسيما مع هذا الفلتان والغلاء الحاصل، رغم تصريحات المعنيين وتأكيداتهم على جهوزية مديرياتهم ودوريات الرقابة، لكن السوق يقول غير ذلك!!.
ولم يكن قطاع النقل أفضل حالاً، حيث تحكّم أغلب سائقي السرافيس بالمواطن من خلال مزاجية البعض ورفضهم للعمل والالتزام بالخط المحدّد لهم، ما شكل صعوبة وأعباء كبيرة لدى المواطنين أثناء التنقل، علماً أن المعنيين في محافظتي دمشق وريفها شددوا على لجان السير في المناطق من أجل تشديد الرقابة على كافة المحال والأسواق، ووسائط نقل الركاب ومنع أي استغلال بداعي زيادة الأجور بالأعياد والتقيد بالخطوط الموضوعة والتعرفة المحددة.
هذا التشديد قابله رد أصحاب المحال التجارية والسرافيس بالتهكم على تلك التصريحات، ضاربين عرض الحائط بكل البلاغات والنشرات التسعيرية.
ويتساءل مواطنون: أين دوريات الرقابة التي تحدث عنها المعنيون قبيل حلول العيد عبر وسائل الإعلام؟!.
ولم تقف معاناة المواطنين عند حدّ الغلاء وفلتان الأسواق وخطورة المراجيح غير المنظمة، بل تأتي ظاهرة انتشار الألعاب النارية القديمة الجديدة التي تزيد من عام إلى عام وبخطورة أكبر، ولاسيما مع تطور هذه الألعاب وشدة الأذية لتتصاعد أصوات المفرقعات والألعاب النارية التي يطلقها الأطفال حتى ساعات متأخرة من الليل بكل ما تثيره من إزعاج، فضلاً عما تخلفه من تأثيرات مأساوية على سلامة وصحة المواطنين جراء إطلاقها العشوائي، في ظل غياب الوعي لدى الأسر حول خطورة هذه الألعاب التي تعتمد على المفرقعات ومسدسات الخرز والتي تباع بأسعار عالية جداً، حيث تصل القطعة الواحدة من مسدسات الخرز إلى ٥ آلاف ليرة وما فوق.
ويوضح أحد المواطنين أن أبناءه اشتروا بقيمة تزيد عن مئتي ألف ليرة مفرقعات فقط خلال اليومين الماضيين، مع تسابق التجار على اقتنائها وبيعها للأطفال كونها تدرّ عليهم أرباحاً كبيرة، ليكشف أحد أصحاب المحال عن هامش ربح كبير، مبيناً أن هناك محال وصلت قيمة مبيعاتها من الألعاب النارية وخاصة المفرقعات إلى ٥ ملايين ليرة في ظل غياب الرقابة على مصدر هذه المفرقعات.
ويتفق الأطباء على مخاطر الألعاب النارية، وخاصة الحروق بدرجاتها المتفاوتة، إذ أشار أحد الأطباء إلى إمكانية فقدان السمع لفترة معينة من الزمن أو بشكل كلي، لأن أصوات انفجار المفرقعات النارية القوية تسبّب خللاً وظيفياً في عمل المخ، وتمتد الإصابات إلى وظائف أخرى في الجسد، ومنها عمل الرئتين، إذ إن استنشاق احتراق المفرقعات النارية يؤدي إلى أذية الرئتين والتحسّس، وخصوصاً لدى من يعانون من الربو أو الأمراض الصدرية، لأن تلك المواد هي عبارة عن مزيج من الفحم والكبريت ونيترات البوتاسيوم والألمنيوم، وهي كلّها مواد ضارة، ليؤكد مصدر طبي من أحد المشافي الحكومية وصول حالات عديدة من المصابين بمفرقعات نارية ومسدسات الخرز.
علي حسون