ثقافةصحيفة البعث

نور شامية وتجربة المسرح المدرسي بالفرنسية

حلب – غالية خوجة

ماذا بين اللغة الفرنسية والمسرح العربي؟ وكيف للمسرح المدرسي أن يساهم في هذا المجال الفني الهادف؟

أجابتنا نور شامية معاون مدير التربية لشؤون التعليم الثانوي: إن تجربة المسرح المدرسي ليست بجديدة، فلقد سبق وأن اشتركنا بعروض قدمناها للمسرح الطلابي باللغة الفرنسية، وكانت من إشرافي، وذلك منذ 2017، حيث قدّم مكتب التوجيه الأول للغة الفرنسية هذه التجربة لوزارة الثقافة، وصدر القرار بذلك، وجربنا خوض هذه التجربة، وأنشئت لجان من أجل هذا المسرح، وأقيمت مسابقات محلية في كل محافظة، ثم تمّت التصفية، وكان لحلب منذ أول دورة نصيب المركز الأول على مستوى القطر بمسرحية “حقوق الطفل” المشتركة بين كل من مدرسة الإيمان الخاصة والباسل للمتفوقين، وفي عام 2018 أنجزنا مسرحيتين لكلّ من مدرسة الباسل للمتفوقين، ومدرسة أسعد عقيل، ونالت مسرحية “الضياع” المركز الأول على مستوى سورية، وفي عام 2019 قبل “كورونا”، قدّمت حلب 3 مسرحيات تأهلت جميعها للنهائيات، وفازت جميعها بالمركز الأول والثاني والثالث، وبذلك، تكون حلب قد حصلت على الدرجة الأولى بدمشق لثلاث سنوات متتالية، كما تمّ تكريمنا بدار الأوبرا بدمشق. واسترسلت: نحاول أن تشترك المدارس الخاصة والعامة في هذه التجربة المسرحية، وسنواصل هذه العروض هذا العام، ويفترض أنها ستكون قيد التنفيذ في المراحل القادمة.

متعة الاكتشاف

أمّا عن مدى فعالية هذه التجربة، ومشاعر الطلاب وتقبّلهم وتفاعلهم وهم يشاركون في هذه العروض، وغيرهم من المشاهدين والمتلقين، فأكدت: مشاعر الطلاب المشاركين في العروض كانت رائعة وغاية في السعادة رغم الصعوبة، لأن العمل يتطلّب منهم مجهودَيْن، الأول حفظ النص كاملاً باللغة الفرنسية، والثاني هو التمثيل، وأحياناً الارتباك قد يكون طبيعياً حتى عندما يمثّل الطلاب باللغة العربية، فكيف حين يمثّلون بلغة أخرى؟ ورغم ذلك، كان هناك متعة مميزة، خصوصاً وأنني لم أترك الطلاب المشاركين ولا ثانية أثناء البروفات، وتعلقت بهم كثيراً خلال 3 سنوات متواصلة، وأيضاً، شاركت بناتي بالمسرحيات.

المسرح هو المكان الحقيقي

وأضافت: منذ دراستي الجامعية والمسرح يستهويني، وهو نابض بقلبي، وعشته بكافة تفاصيله مع المسرح الطلابي الذي يجعلنا نستكشف إبداعات المشاركين وكيف يجيدون اللغة ويمثلون بها، ويمرون بلحظات عصيبة، ثم يعيشون الفرح مع الفوز، وهي مشاعر تستوطن الذاكرة أكثر من قدرتنا الكلامية عنها، إنها لا تنسى، وأثبتت فعاليتها في تحريك المسرح على منصة لغة ثانية، وحصدت الجوائز، وشعر الطلاب بأن المسرح هو المكان الحقيقي لطاقاتهم.

وتابعت: نحرص على أن تلامس المسرحيات المقدّمة للطلاب جوانب الاهتمام بالطفل واليافع، لذلك، لا بد أن يتزامن دور المربي مع العائلة، وما توليه، لدعم الاستمرارية بكل نشاطاته وبكل اللغات، لأنها المساحة الحقيقية التي يبحر فيها الطالب مع نفسه بعيداً عن حياته الروتينية.

لماذا يشتغل الناس ببعضهم بدلاً من أجلهم معاً؟.

وعن الفنانين المساهمين في هذا المسرح، أجابت: كان معنا كل من حسام خربوطلي رحمه الله، وحسان الفيصل، ونادر عقاد الذي قدّم لنا نصاً قبل حضور كورونا في حياتنا، وبسببها توقف العمل الذي يختزل مقولة “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”، وهي قابلة لأن تكون بحثاً بسبب اشتغال الناس ببعضها البعض في وقتنا الحالي، والمسرحية قيد الإنجاز لكن فعلياً ليس لهذه السنة، وهي السنة الأولى التي تقدّم فيها عروض بالفرنسية وأنا لست معهم بحكم عملي ومنصبي الجديد، وأتمنى لهم كل النجاح.

فنانة تشكيلية

أمّا عن ذاتها فأخبرتنا بأنها كانت تدرّس اللغة الفرنسية منذ عام 2004، ثم أصبحت موجهة لمادة اللغة الفرنسية 2017، لكنها منذ 2010 وهي مدرّبة مركزية ضمن فريق التدريب المركزي لدورات مدرّسين في دمشق وحلب، وضمنها طرق تطوير المناهج وكيفية الأداء في الغرفة الصفية، ومشتركة في تأليف المناهج المطورة، إضافة إلى مشاركتها برسوم في المناهج الجديدة الحالية لمادة اللغة الفرنسية لكل من الصف السابع والثامن.

وعندما اكتشفتُ أنها فنانة تشكيلية أيضاً، سألتها عن تجربتها، فأجابت: تشكيلية متواضعة، وشاركت سابقاً في معرض جماعي عنوانه “تشكيليات من حلب”، بلوحة رسمتها بالفحم، لكنني أحب الرسم بالباستيل أكثر.

لوحات بثقة التأمل والهدف

وتبدو لوحة شامية المرسومة بالفحم تحكي عن شخصية مؤنثة بسيطة أشبه ما تكون بالمزارعة التي تقف لتلتقط صورة مع شجرة التفاح، وتبدو على ملامحها الثقة وهي تحمل ما قطفته من الثمار، محدقة بتأمل في النقطة البعيدة من المشهد، القريبة من المتلقي وهو يعاين الضوء والظل وكيف عالجتهما الفنانة بموسيقا تشبه الليل والنهار. أمّا عن رسوماتها للمناهج المدرسية، فيشعر المتلقي ببساطتها المؤدية لأهدافها التوضيحية التعليمية، وبألوانها المفرحة كعامل مساعد على الجذب إلى الحكاية التي تهدف إليها الأعمال.