رياضةصحيفة البعث

مع نهاية الدوري الممتاز.. لا جديد سوى المزيد من التخبط الكروي

ناصر النجار
اختُتمت مساء أمس مباريات الدوري الكروي الممتاز، وتوّج تشرين بطلاً للدوري للمرة الخامسة بتاريخه والثالثة على التوالي، والذي أجمع عليه المراقبون أن تشرين استحق البطولة لأنه كان أكثر الفرق انسجاماً وتكاملاً.
ولم يواجه البطل معوقات عرقلت مسيرته، فكان الانسجام بادياً على الفريق والكل يعمل لمصلحته، بدءاً من الإدارة إلى مشجعيه، على عكس بقية الأندية التي واجهت مشكلات إدارية ومالية وفنية كثيرة.
وكعادة كل موسم، واجه الدوري مشكلات عسيرة في المراحل الأخيرة، واتسمت الكثير من المباريات بالغرابة في نتائجها التي انتهت على غير التوقعات.
ولا يستطيع أحد فرض اللعب بجدية على كل الأندية في كل مباريات الدوري دون حافز أو مكافأة، لذلك ولأن الدوري لا هامش له وليس فيه مكافآت وجوائز ترضية، فإن المباريات أصبحت مزاجية، وخاصة من فرق الوسط التي ضمنت وجودها بالدوري ولم تعد تهمها بقية النتائج، والحقيقة التي لا يمكن نسيانها أن من يحتلّ المركز الثاني بالدوري يماثل من يأتي بالمركز العاشر، فكلاهما سواء ولا فرق بين هذا الفريق وذاك، لذلك تلعب هذه الفرق آخر مبارياتها بلا أي حافز، لأن الهدف الكبير في الدوري هو البطولة، وبعده الهمّ الأكبر عدم الهبوط، وما بين البطل والهابطين مواقع لا تستحق الذكر.
اللجنة المؤقتة وقبلها الاتحاد المستقيل لم يعيرا المسابقات الرسمية الاهتمام المطلوب، فجاء الدوري في أبشع صورة من الاهتزاز والتأجيلات والضغط غير المقبول، وعانت الأندية من التعب الشديد في مراحله الأخيرة المضغوطة في رمضان وقد أثرت على اللاعبين والفرق على حدّ سواء.
ولم تتصف اللجنة المؤقتة بالحزم، فكانت شاهد عيان على فساد الدوري، دون أن تواجه هذا الفساد أو تلجمه، بل إنها تعاملت مع الأحداث الطارئة كما لو كانت عادية، وكانت الأندية (ظالمة أو مظلومة) على نسق واحد بكل القرارات الصادرة.
الأندية الهابطة (الشرطة والحرجلة والنواعير وعفرين) عليها أن تعيد حساباتها، والمفترض ألا تسعى هذه الأندية لإلغاء الهبوط لأنه أمرٌ لا يصبّ بمصلحة الكرة السورية، وهذه النغمة النشاز آن لنا أن نحذفها من قاموسنا الرياضي، والمفترض أن يتقلص العدد إلى عشرة أندية ليواكب المستوى الذي تعيشه كرتنا والإمكانيات التي تملكها، وعندما تخرج أنديتنا من دوامة المشكلات التي تعانيها فلا بأس من رفع عدد الأندية ليصبح عشرين نادياً كالدوري الانكليزي والإسباني.
بعيداً عن الدوري فإن اللجنة المؤقتة لم تراع مصلحة فريقي جبلة وتشرين في مشاركتهما الآسيوية من باب التعاقدات، فقد سبق للجنة المؤقتة أن وعدت بفتح باب التنقلات عند نهاية الدوري، لكنها وضعت شروطاً صعبة لانتقال اللاعبين المختارين من ناديي تشرين وجبلة إلى صفوفهما للمشاركة في بطولة الأندية الآسيوية التي ستبدأ قريباً، ما حدا بالناديين لتعليق مشاركتهما بالبطولة الآسيوية حتى يتمّ إيجاد حلّ يضمن المشاركة المشرّفة لممثلينا في آسيا!.