انتهاء مغامرة كرة الحرجلة.. درس مستقبلي بدلاً من الاعتذارات والتأسف
ريف دمشق – علي حسون
انتهت مغامرة نادي الحرجلة في الدوري الممتاز لكرة القدم، ليعود إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، بعد موسمين استطاع الفريق خلالهما أن يرسم الفرحة على وجوه جماهير ريف دمشق التي وقفت مع النادي، كون الحرجلة أول نادٍ من المحافظة يتواجد بين الأندية الممتازة.
وكي نكون منصفين فإن ما فعله الحرجلة لم يفعله نادٍ آخر، إذ تدرّج من الدرجات الثانية والأولى إلى الممتاز بسرعة قياسية وبإمكانيات محدودة، فقد تأسّس نهاية عام 2015 ولم يكن يملك قطعة أرض للتدريب حينها، لكن بالتعاون والدعم والمحبة والتفاف المخلصين فرض النادي احترامه على جميع الفرق.
ولعلّ ضعف الاستثمارات وواقع أندية الريف الصعب مادياً كان سبباً رئيسياً في عدم قدرة الحرجلة على الاستمرار في الدرجة الممتازة، وخاصة إذا ما علمنا أن كلفة أي فريق ينافس في الدوري الممتاز تتراوح بين ٦٠٠ مليون إلى المليار ليرة في الموسم الواحد، وهذا المبلغ ليس من السهل تأمينه من قبل فريق يملك استثمارات ضخمة ضمن هذه الظروف الصعبة، فكيف بفريق في ريف دمشق لديه استثمارات محدودة للغاية؟!.
ومع هذه المبررات المنطقية لا يمكن أن نتجاهل أيضاً بعض الأخطاء التي رافقت مسيرة الفريق، وخاصة غياب التخطيط الذي وقعت فيه إدارة النادي، إذ لاقى استقدام النادي الموسم الماضي للاعبين ومدربين بعقود مرتفعة جداً استغراباً من المحبين والمتابعين للنادي، ولاسيما أن إدارة النادي حاولت أن تلعب على فكرة الأسماء على حساب أبناء النادي، ليخيب الظن فيما بعد بهؤلاء “النجوم”، وهذا ليس تقليلاً من تلك الأسماء التي تملك رصيداً فنياً وكروياً على المستوى المحلي والعربي والبطولات الكبيرة، لكن على ما يبدو لم تنجح الإدارة بالتوظيف الصحيح واختيار التوقيت المناسب، فقيمة تلك العقود الكبيرة التي زادت عن مئات الملايين أرخت بظلالها على مستوى الفريق، وأحبطت معنويات بعض اللاعبين من أبناء النادي وهم يرون أن من تواجد من محترفين لم يقدم المستوى المطلوب ويتقاضى مبالغ كبيرة.
بعض المتابعين اعتبروا أن هذه العقود كانت بمثابة نقطة انعطاف لمسيرة النادي، والتحول من الانتصارات وارتفاع الخط البياني إلى الانحدار وتراجع الأداء، ما دفع الإدارة آنذاك للاستغناء عن تلك العقود والاعتماد على أسماء من النادي وبعض المحترفين ليكون المثل “من كبر الحجر لم يصب” مناسباً لما فعلته إدارة النادي.
كما أن الإدارة تناست وقتها الاعتماد على الفئات العمرية والتركيز على المواهب، خاصة وأنه في الفترة الماضية لم يتواجد في الفريق سوى لاعب أو اثنين فقط من أبناء النادي، ليأتي هذا الموسم ويقع الفريق في موقف محرج رغم محاولات إدارة النادي واللاعبين للحفاظ على مكان في الدوري الممتاز.
هبوطُ الحرجلة يجب أن يكون دافعاً لأندية الريف والمعنيين في المحافظة لإعادة الحسابات من جديد، ومعالجة المعوقات وتأمين الاستثمارات للأندية من خلال تقديم التسهيلات بدلاً من اعتذارات القائمين على رياضة الريف، والتأسف عبر صفحات التواصل الاجتماعي، كونهم لم يستطيعوا تقديم الدعم اللازم للنادي، حيث أكد متابعون أن المعنيين برياضة الريف يتحمّلون مسؤولية كبيرة عبر الوقوف مع الأندية في ظل وجود مساحات واسعة من أراضٍ تابعة للأندية بحاجة فقط للاستثمار والعقود المناسبة.
وفي النهاية، لابد للجنة التنفيذية من العودة إلى الخارطة الرياضية على مستوى المحافظة والتي تمّ طرحها سابقاً، لكنها بقيت حبيسة الأدراج مع ذهاب لجنة وقدوم أخرى، لأن التخصّص في الأندية أصبح ضرورة ملحة في ظل عجزها عن تأمين نفقات جميع الألعاب واحتياجاتها.