إصلاح الملاعب معضلة مزمنة تبحث عن حلول عاجلة
ناصر النجار
هناك الكثير من الأمور التي ساهمت بجعل الدوري في حالة ضبابية، حيث نام القائمون على الدوري على هذا الحال دون أن يبادروا إلى تصحيحه، ومن أهم القضايا الملحة التي تنتظر الحل قضية الملاعب، فمن غير المعقول والمنطقي ألا نملك الملاعب الجيدة لإقامة الدوري الممتاز عليها، وتبقى مبارياتنا أسيرة الملاعب المتهالكة السيئة.
الملاعب الصالحة يجب أن تتناسب طرداً مع عدد الأندية الموجودة في المحافظة لتكون المعادلة متناسبة مع الواقع، فحلب مثلاً لا تملك إلا فريقاً واحداً في الدرجة الممتازة، ولدى فريقها أكثر من خيار في الملاعب الموجودة، ومثله جبلة يملك ملعبه الجيد ولا ينازعه عليه أحد، لذلك تكمن المشكلة في دمشق، حيث لديها فرق: الجيش والوحدة والمجد بالدرجة الممتازة، والضيف الدائم الفتوة، والضيف الجديد الجزيرة، فضلاً عن فرق الدرجة الأولى.
ولأن الشيء بالشيء يذكر لا بد من حلول لفريقي الفتوة والجزيرة، خاصة أنهما دوماً يشتكيان من الغربة وآلامها وعذابها، ولأنه في هذا الموسم أقيمت مباراة تجريبية بكأس الجمهورية في دير الزور، ولأن التنفيذية هناك، وأغلب العاملين صاروا هناك، فلا بأس من أن يتم تجهيز ملعب دير الزور لاستقبال مباريات الدوري عليه، ولا بأس أن يصبح ملعب دير الزور ملعب الجزيرة أيضاً لقربه من الحسكة، وبذلك يتم حل مشاكل كثيرة تعترض الناديين، منها مالية ومعنوية.
نحن نحتاج إلى ملعبين في دمشق، وواحد في كل من حمص وحماة ودير الزور وحلب واللاذقية وجبلة، أي ثمانية ملاعب فقط، فهل نعجز عن تجهيزها قبل انطلاق الموسم الجديد بعد أربعة أشهر؟.
قضية الملاعب يجب أن تولى الأهمية المناسبة وتعطى الأولوية، وهذا أمر لا غبار عليه، ولا يحتاج إلى النقاش والأدلة، فتحسن أداء الفرق بالدوري، ورفع مستوى مبارياته، منوطان بصلاحية أرضية الملاعب بالدرجة الأولى، وعند التطرّق إلى قضية الملاعب فلا نقصد الأرضية السيئة فقط، بل هناك مكملات ضرورية من الطبيعي أن تكون في أحسن حالاتها لتسير المباريات بشكلها القانوني المريح، ومنها التجهيزات الرئيسية من شباك مرميين، ورايات، وغير ذلك، فنحن لم ننس الصور الممزقة التي ظهرت بها ملاعبنا، أيضاً لوحة التبديل والتوقيت صارت بالية في كل الملاعب ولا بد من تغييرها بلوحات تفهم ما المقصود من الأرقام التي تظهر أو التي لا تظهر.
الحديث يتبعه حديث آخر عن الدكة الاحتياطية، ومكان مراقب المباراة، وغرف الفريقين والحكام التي تفتقد في الكثير من الملاعب إلى أدنى شروط الحياة، ورجال الإسعاف، ورجال حفظ النظام، ونمر مرور الكرام على غرف الإعلاميين، فلا غرف لهم، والقائمون على الملاعب يظنون أنفسهم يتفضّلون على الإعلاميين بمجرد السماح لهم بدخول الملعب، وخارج ملاعبنا نجد أن الإعلاميين محترمون في كل الملاعب، وتقدم لهم كل وسائل الراحة من كراس ومقاعد ونت ومعلومات مطبوعة عن المباراة والفريقين، فلا يحتاج الإعلامي للهرولة من هنا إلى هناك بحثاً عن اسم اللاعب والمدرب والحكم والمراقب.
هذه الأمور بسيطة وحلها سهل بشرط أن نملك إرادة الحل، فالوقت الآن متاح لتنفيذ أدنى المتطلبات عسى أن ينعكس هذا الأمر على كرتنا والدوري بكل خير.