الولايات المتحدة طرف مباشر في حرب أوكرانيا
ريا خوري
لم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عن إفشال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بكل السبل والطرق الممكنة، وذلك من أجل دخول عملية تصفية حسابات قديمة قاسية مع جمهورية روسيا الاتحادية وإفشال محاولاتها لأن تكون قطباً دولياً منازعاً للولايات المتحدة على قيادة العالم.
منذ البداية سعت الولايات المتحدة إلى عدم التورّط بشكل مباشر في هذه الحرب، وقد حرص الكونغرس والبنتاغون على عدم إرسال أي جندي أمريكي إلى أوكرانيا، ورفض كل مطالب الرئيس الأوكراني وجود صواريخ مضادة للطائرات من إنتاج الولايات المتحدة ووضعها كمظلة جوية فوق سماء أوكرانيا. هذا الرفض الذي اتخذته القيادة الأمريكية بالإجماع جاء خشية أن يؤدي إلى تصادم مباشر مع القوات الروسية التي بات يُحسب لها ألف حساب.
لكن مع تقدّم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لجأت الولايات المتحدة إلى إرسال كميات كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا لتصبح طرفاً مباشراً في هذه الحرب. وهذا ما دفع سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا للقول إن دعم الولايات المتحدة للحكومة الأوكرانية بات أقصى مظاهر النهج السياسي والأمني والعسكري الغربي المعادي لبلاده روسيا.
من الواضح أن تحذير روسيا قد أصبح أكثر وضوحاً وجدية عندما قرّر الكرملين التعبير عنه بصفة رسمية لا لبس فيها، من خلال مذكرة دبلوماسية تمّ إرسالها إلى وزارة الخارجية الأمريكية تضمنت دعوة الولايات المتحدة وحلفائها أعضاء حلف الناتو إلى وقف التسليح غير المسؤول للجيش والميليشيات الأوكرانية، وهو أمر ينطوي على عواقب لا يمكن حسبانها أو التنبؤ بها على الأمن الإقليمي والدولي، لكن الولايات المتحدة تجاهلت هذا التحذير، حين أعلن البنتاغون أن الشحنات العسكرية الأولى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش والميليشيات الأوكرانية قد وصلت. كما تمّ الإعلان عن أن خمس رحلات جوية وصلت إلى المنطقة من الولايات المتحدة محمّلة بمعدات عسكرية نوعية مختلفة، حيث بدأ هذا الدعم منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي بايدن عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية واللوجستية بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا.
إن ما يجري يدفع للتساؤل: هل ستحدث مواجهة عسكرية روسية- أمريكية على الأراضي الأوكرانية؟ سؤال برسم الإجابة يكشف مدى خطورة ما يمكن أن يحدث من مستجدات في المستقبل.