“فورين بوليسي”: الولايات المتحدة فشلت في استمالة معظم الدول للانقلاب على روسيا
تقرير إخباري
هذه المرة من داخل الولايات المتحدة نفسها، وعلى لسان مجلة شهيرة تعنى بالعلاقات الدولية، جاء الحديث بشكل مباشر وصريح عن فشل الإدارة الأمريكية الحالية في إقناع معظم دول العالم بضرورة الانسياق وراء الرغبة الأمريكية في تعميم فرض عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو على خلفية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وما جرى فعلياً هو استطلاع رأي لكثير من دول العالم في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية حول موقفهم من هذه العملية، حيث أبدت أغلبية هذه الدول معارضتها الصريحة للاشتراك في هذه العقوبات، بل أيّد معظمها صراحة الموقف الروسي من القضية الأوكرانية، الأمر الذي يشير صراحة حسب المجلة إلى فشل “الديمقراطية الأمريكية” في استمالة معظم دول العالم للانقلاب ضدّ روسيا، حيث أكدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الصادرة عن شركة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة هبطت إلى مستوى “الديمقراطيات المعيبة”، إذ فشلت “بديمقراطيتها” في استمالة معظم دول العالم للانقلاب ضد روسيا.
وحسب المقال، في نظر كثير من العالم “أمريكا الواعية هي ديمقراطية مريضة بشكل خطير وتحتاج إلى شفاء نفسها أولاً، ولهذا السبب رفضت معظم الدول دعم الولايات المتحدة ومعارضة روسيا عقب عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
في البداية، وحسب المجلة “بدت العملية العسكرية الروسية والصراع في أوكرانيا بمنزلة المبرر المثالي لحملة الرئيس الأمريكي جو بايدن الديمقراطية العالمية”.
ومضت قائلة: “ولكن جهود البيت الأبيض في الأشهر اللاحقة لتصوير الصراع على أنه معركة عالمية عملاقة بين الديمقراطية والاستبداد لا يبدو أنها تعمل بشكل جيد. فإن الكثير من بقية دول العالم ببساطة لم تقتنع بديمقراطية بايدن (الآخذة بالتدهور والتراجع)، المشكلة الأولى أن معظم هذه البلدان ليست دولاً تتسم بالديمقراطية، والمشكلة الثانية في نظر الكثير من العالم، أن الدولة التي تقوم بالوعظ، وهي الولايات المتحدة، هي ديمقراطية قائمة بشكل سيّئ ويجب أن تعالج نفسها أولاً”.
ولفت المقال إلى أنه خلال قمة الولايات المتحدة- آسيان، التي عُقدت في واشنطن في 12-13 أيار، أوضحت دول عديدة في القمة أنها محايدة بشأن أوكرانيا.
وتنضم دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى دول في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، وهذه الدول غير مقتنعة بأن روسيا يجب فصلها عن النظام العالمي.
ويقول النقاد: في حين أن تأطير إدارة بايدن للصراع يعمل بشكل جيد داخل حلف شمال الأطلسي والغرب، إلا أن الرئيس الأمريكي يحتاج إلى إعادة التفكير إذا كان يريد حشد المزيد من الحلفاء في جهوده لعزل وإضعاف روسيا.
وهذا الحديث يحمل في طيّاته معنى مهمّاً جدّاً، وهو أن عدم قدرة الولايات المتحدة على إقناع الآخرين بوجهة نظرها في قضايا حساسة من هذا النوع، إنما هو دليل على انحسار دورها في التأثير في مجمل القضايا الدولية، وبالتالي عدم قناعة الآخرين بقدرة هذا البلد على التأثير فعلياً، وهذا مؤشر طبعاً على الضعف الذي بدأ يظهر عليها نتيجة صعود قوى عالمية أخرى ربما بدأ تأثيرها يغطي على التأثير الأمريكي، وهذا بالضبط ما أرادت المجلة الإشارة إليه فعلياً..