آثار العقوبات الغربية على روسيا تنذر باضطرابات في ألمانيا والولايات المتحدة
البعث- وكالات:
لم تقتصر الآثار السلبية للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا من جانب واحد على الوضع الاقتصادي بالنسبة إلى ألمانيا، بل تجاوزت ذلك لتُحدث انتكاسات جديدة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، حيث إنها باتت تنذر بوقوع اضطرابات ناشئة عن اتساع الهوة بين شرق ألمانيا وغربها، وعادت الفوارق التي كانت قائمة بين الشرق والغرب للظهور من جديد، إذ عارض أغلب الشرق الألماني هذه العقوبات وبات يشعر بوطأتها، في الوقت الذي يدّعي فيه غربها عدم مبالاته، وهذا ربما يشير إلى انقسام حاد بدأ يظهر على الساحة بين شرق ألمانيا الاشتراكي سابقاً وغربها الرأسمالي، بينما تهدّد أسعار الوقود المرتفعة في الولايات المتحدة بخروج معدّلات التضخّم عن السيطرة.
فقد أفادت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية بأن الحظر المفروض على النفط الروسي يهدّد شرق ألمانيا بعواقب اقتصادية، معتبرة أن مصفاة PCK يمكن أن تصبح الضحية الألمانية الأولى للأزمة الأوكرانية.
وقالت كاتبة المقال ساببينا رينيفانتس: إن “مستقبل الشرق على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يتقرّر في شويدت، حيث توجد مصفاة نفط هناك تتلقى المواد الخام حصرياً من روسيا عبر خط أنابيب دروجبا المعرض للخطر بسبب خطط فرض حظر نفطي”.
وأضافت: إن “مصفاة PCK يمكن أن تكون الضحية الألمانية الأولى للأزمة في أوكرانيا”.
وتابعت: “كان الأمر قبل ذلك يدور حول كيفية مساعدة الحكومة الألمانية لأوكرانيا، في حين أن تأثير الأزمة على الحياة اليومية للألمان كان يمكن التحكم فيه نسبياً”.
وأردفت قولها: “في شويدت، الوضع مختلف الآن، حيث يمكن أن يكون للأزمة الأوكرانية عواقب وجودية على مدينة يبلغ عدد سكانها 30000 نسمة، وهنا تبدأ نقطة تحوّل أخرى في الشرق مرة أخرى”.
وأضافت: إن “تسع سيارات من بين كل عشرة في برلين وبراندنبورغ تعمل بالبنزين ووقود الديزل من مصنع شويدت، الذي يوفر الوقود أيضاً للمطار المحلي”.
وتابعت: “كان من المحتمل أن يتخذ زعماء المناطق الشرقية من ألمانيا قراراً مختلفاً حيال فرض الحظر المحتمل على النفط الروسي لو كان الأمر بأيديهم”.
وأشارت إلى أنه “هناك عدم تأييد لخطوات الحكومة تجاه أوكرانيا في الشرق، على عكس الجزء الغربي من البلاد تماماً، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الألمان الشرقيين لا يؤيّدون توريد الأسلحة إلى كييف”.
وتابعت: إن “السكان الشرقيين تأثروا بارتفاع الأسعار الناجم عن الأزمة الأوكرانية، لأن سكان هذه المناطق يكسبون أقل في المتوسط ولديهم مدّخرات أقل من السكان الغربيين”.
وفي الولايات المتحدة باتت مؤشرات التضخم الآخذة بالارتفاع تنذر باضطرابات على الساحة هناك، حيث إن ارتفاع أسعار الوقود بات يؤثر في كل شيء على الأرض، الأمر الذي دفع صحيفة بوليتيكو إلى القول: إن سلطات الولايات المتحدة تواجه “كابوس طاقة” بسبب ارتفاع أسعار الغاز في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تحييد عواقب ارتفاع أسعار البنزين القياسية، بدأت البلاد في مواجهة أزمة تتعلق بأسعار الغاز المرتفعة للغاية أيضاً.
وجاء في المقال: “ارتفعت تكلفة وقود أحفوري آخر مهم، وهو الغاز الطبيعي، إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقد، ما أدّى إلى ارتفاع تكلفة كل شيء، من تدفئة المنزل والطهي إلى الأسمدة والمواد الكيميائية وأسعار الكهرباء بالجملة”.
وخلصت “بوليتيكو” إلى أن ارتفاع أسعار الغاز سيعزز التضخم في الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، ورد أن أسعار البنزين في الولايات المتحدة في 14 أيار، جدّدت مرة أخرى مستوياتها القياسية التاريخية، على الرغم من محاولات السلطات احتواء ارتفاعها.