في السلمية.. إنتاج المحاصيل البعلية لا يعادل 20% من التكلفة
حماة – ذكاء أسعد
مع بدء موسم حصاد المحاصيل البعلية في سلمية وريفها كـ”الشعير والعدس والحمص والكمون والجلبان والكرسنة”، بدا واضحاً تدني الإنتاج بشكل لافت، إذ أكد فلاحو هذه المنطقة تكبدهم خسائر كبيرة هذا العام بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة وانحباس الأمطار والصقيع.
وأكد المهندس فراس عدرا مدير إرشادية الشيخ علي كاسون أن الإنتاج البعلي هذا العام ضعيف جداً مقارنة بالأعوام السابقة وذلك بعد الانتهاء من حصاد العدس والحمص بينما تقوم ورشات الحصاد حالياً بجني محصول الكمون والجلبان والكرسنة، مبيناً أن ريف سلمية الشمالي كثرت فيه تلك الزراعات نتيجة ملائمة المنطقة وطبيعة التربة والمعدل المطري الجيد، إضافة إلى عائداتها الاقتصادية وخاصة أن دونم الكمون الواحد يعادل 10 دونمات من الشعير إذ يقدر الكيلو غرام الواحد منه بـ12000 ليرة، مقارنة مع العدس الذي يباع بأكثر من 3500 ليرة، لافتاً إلى تعدد استعمالات هذه المحاصيل وخاصة الجلبان الذي يعد مصدراً أساسياً للعلف، وكذلك العدس الذي تستعمل عروشه الخضراء كعلف للحيوانات أيضاً، كما تستعمل في تسميد الأرض الفقيرة بالآزوت والمواد العضوية فيما يسمى بالتسميد الأخضر وذلك بقلبها في التربة عندما تكون في طور الإزهار، فضلاً عن أن تبن العدس جيد للأغنام .
ويرى عدرا أن ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية لا يعد الهم الوحيد للفلاح، وإنما ارتفاع أجور اليد العاملة الذي يقف عائقاً أمامه، حيث تقدر أجرة العامل في الساعة الواحدة بين 1500 إلى 2000 ليرة. وبالتالي لا غرابة أننا بدأنا نرى مؤخراً توجه أهالي القرى ممن كانوا سابقا “مقتدرين ماليا” لإقحام أنفسهم ضمن ورشات الحصاد اليدوي نظراً لارتفاع الأجور وتدني مستوى المعيشة بشكل كبير “والكلام للمحرر”.
وأشار رئيس الجمعية الفلاحية في سلمية عبد الله الدرزي إلى أن المحاصيل البعلية في سلمية وريفها هذا العام لا يمكن أن تسد 20% من تكلفتها خاصة أن هناك قسماً كبيراً لا يتم حصاده ويتم ضمانه من قبل مربي الثروة الحيوانية بأسعار متدنية مقارنة بالتكاليف.
يشار إلى أن تكلفة دونم الشعير تقدر بـ 55 ألف ليرة، والعدس والجلبان بـ 50 ألف أما الكمون بـ 250 ألف من دون النظر لتكاليف الحصاد والنقل، بينما يقدر إنتاج الدونم الواحد من التبن بنحو 40 إلى 50 كيلو فقط.