انتخابات اتحاد كرة القدم بين الحلو والمر.. فهل كانت ملبية للآمال؟
ناصر النجار
انتهت انتخابات اتحاد كرة القدم لمصلحة صلاح رمضان الذي حسم مقعد الرئاسة بفارق تسعة أصوات عن منافسه فادي دباس، فافترق الشريكان اللذان قادا أفضل اتحاد كروي قبل أربع سنوات، ولن نعود إلى الفترة الماضية لأنه كان بينهما الحلو والمر، ولا داعي لذكر هذه التفاصيل التي تبلورت في انتخابات أمس، ولأن رمضان تبوأ الرئاسة، وكذلك الدباس، فصار من المستحيل أن يقبل أحدهما بمنصب نائب الرئيس، اجتمع الطرفان بمواجهة مباشرة، فيما كواليس الدباس تتحدث عن طعنة في الظهر تلقاها ممن قاد حملته الانتخابية وقد تخلى عنه آخر الوقت فانتخب الرمضان، وأوعز لمن “يمون” عليهم بعدم انتخاب الدباس.
هذه قصة من القصص الانتخابية التي نسمع بها في كل المؤتمرات الانتخابية التي تضيع جهود كوادرنا سدى، فينجح النصف، ويرسب النصف الآخر، وتصبح المعادلة متوازنة بين النصفين حتى يطغى نصف على الآخر أو العكس.
وما لا شك فيه أن المال والمحسوبيات طغت على أجواء الانتخابات، فأصحاب المال والهدايا والمقربون نالوا أعلى العلامات، وصرنا نندم على ماضي من خدم الكرة وقدم فيها الكثير ولم يحصل وقت الجد على أصوات المحبين. وهنا في هذه “الغمزة” نحن أمام تفسيرين: أولهما أن أعضاء المؤتمر الانتخابي لا يمتون إلى كرة القدم بصلة، ولا يعرفون ماضيها من حاضرها، ورجالها من متسلّقيها، ومن يصلح لقيادتها، ومن لا يصلح ليكون بوابها، وثانيهما أن المصلحة والمنفعة أعمتا المندوبين عن التفريق بين الصالح والطالح.
كرة القدم ربحت بالانتخابات الأخيرة، وخسرت معاً، ونخشى أن تكون خسارتها أكبر من ربحها، من الممكن أن تكون ربحت رئيس الاتحاد بكفه النظيف، لكن مشكلة الرئيس القديم الجديد أنه متسامح زيادة عن اللزوم، وهذا أحد أخطائه.
في الحسابات الرقمية، كانت ريف دمشق أكبر الفائزين بأربعة مقاعد، ومقعد واحد للسويداء وحمص وحماة واللاذقية (جبلة) ودير الزور والحسكة، والمقعد النسائي تابع لهيئة المحافظة.
الأندية الكبيرة لا يوجد لها ممثّلون في الانتخابات مثل تشرين وحطين والكرامة والوحدة والطليعة وأهلي حلب، حتى الوثبة فإن من ترشّح باسمه يقيم في اللاذقية منذ عشر سنوات!
السيطرة في اتحاد كرة القدم ستكون لأندية الدرجة الأولى التي بات لها أكثر من نصف الأصوات، وهذا أمر غير صحي، كما أن خروج أندية الهيئات من الانتخابات صفر اليدين لا يمكن أن يصب بمصلحة الكرة السورية.
أخيراً، المندوبون الحكام كان لهم دور كبير في العملية الانتخابية، فهل كانت أصواتهم في مكانها الصحيح؟.