“بيرقدار” ساقطة عسكرياً
تقرير إخباري
خبر في ظاهره يوحي بأنه عسكري عادي، غير أنه في جوهره يحمل عدة رسائل إلى تركيا، البلد المصنّع لطائرة بيرقدار المسيّرة التي أصرّ النظام التركي على تزويد نظام كييف بها، حيث قال مصدر مطلع، لمراسل “نوفوستي”: إن منظومات الدفاع الجوي الروسية، تمكّنت منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا من إسقاط حوالي 90 طائرة “بيرقدار” دون طيار.
وتابع المصدر: إن “طائرات بيرقدار من دون طيار، تعدّ من الأهداف السهلة لأنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات مثل Tor-M2 وPantsir-S و uk-M3، نظراً لحجمها الكبير نسبياً وانخفاض سرعتها وقدرتها على المناورة”.
أولى هذه الرسائل التي يحملها الخبر أن على النظام التركي أن يتوقف عن الادّعاء أنه لا يساهم بشكل أو بآخر بدعم النظام في كييف مباشرة في الحرب ضدّ روسيا، وهذا واضح من الإعلان عن عدد الطائرات التي تم إسقاطها، وهو 90 طائرة، ما يعني أن هناك ترسانة من هذه الطائرات تم تزويد الجيش الأوكراني والمتطرفين بها عبر النظام التركي.
وثاني هذه الرسائل أن مجرّد مساهمة النظام التركي بهذا النوع من الطائرات في الحرب، يعني أنه ربما كان يساهم في جهة ثانية منها وهي إرسال مرتزقة وإرهابيين للقتال مع الجيش الأوكراني ضدّ روسيا، وقد تحدّث عددٌ لا بأس به من التقارير عن ذلك.
وثالث هذه الرسائل وهو الذي يتصل بالجانب العسكري التقني أن هذه الطائرات ظهر فشلها في تحقيق أي هدف من الأهداف الموكلة إليها، حيث تم التعامل معها بأنظمة الدفاع الجوي الروسية التقليدية، ما يعني أن الطائرة التي يعتد النظام التركي بصناعتها أصبحت ساقطة عسكرية، الأمر الذي يقلّص من الطلب عليها عالمياً.
ورابعاً وهو الأهم ربما، أن روسيا وعلى مبدأ المعاملة بالمثل يمكن أن تزوّد الطرف الآخر في أيّ صراع مع النظام التركي بأسلحة متطوّرة تؤدّي إلى هزيمته أو على الأقل إلى استنزافه، وهذا طبعاً ينظر إلى أعداء النظام التركي في المنطقة.
وقد أشار المصدر إلى أن هذه الدرونات التركية “تعمل بنظام رؤية وملاحة بقناة واحدة، ويمكنها مهاجمة هدف واحد فقط في كل مرة، وهذا يقلل بشكل كبير من قدرتها على الصمود، لأن احتمال إسقاطها عند تكرارها الهجوم يصبح 100٪”.
وهذا الحديث يؤكد صراحة أن هذا الدرون لا يحمل أيّ ميزة تساعده على المناورة، ما يعني أيضاً ان هذه الطائرة على كل ما أشيع لها من مميزات، وما رافقها من دعاية، عاجزة عن تحقيق أيّ خرق في الجانب العسكري، فكيف يكون الأمر بالنسبة إلى الأسلحة التركية الأخرى.
هذا الخبر سبقه حديث قائد بطارية دفاع جوي من طراز “تور-م2” روسي، قبل عدة أيام، عن أن هذه المنظومة قادرة على التعامل مع الأهداف الجوية على مدار الساعة وفي مختلف الظروف المناخية، ومن بينها طبعاً طائرة بيرقدار التي استخدمها الجيش الأوكراني على نطاق واسع في الحرب مع روسيا.
كل ذلك ربما يشير صراحة إلى أن هناك مجموعة من الرسائل الروسية إلى النظام التركي، مفادها أن التستر وراء التصريحات فيما يتعلق بعدم التدخل في الحرب الجارية في أوكرانيا لن يجدي نفعاً، وأن القيادة العسكرية تراقب ذلك جيّداً ولن يمر هذا التدخّل دون ردّ.
طلال ياسر الزعبي