الدول الغربية تستعدّ للسيناريو الأسوأ.. هل باتت الحرب على الأبواب؟
تقرير إخباري
على خلفية المخاوف الغربية من انزلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا إلى منعطفات خطرة، وخاصة بعد أن قطعت الدول الغربية كل حبال الوصل مع موسكو من خلال العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة، بالإضافة إلى تزويدها النظام في كييف بأحدث الأسلحة المتطوّرة لمواجهة الجيش الروسي في محاولة لإطالة أمد الحرب واستنزاف روسيا، فضلاً عن قيامها بتجنيد مرتزقة أجانب لقتال الجيش الروسي وتحالفها المعلن مع النازيين الجدد في أوكرانيا، بدأت الدول الغربية تستشعر حجم المأزق الذي وضعت نفسها فيه في حال تطوّر النزاع في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة، حيث بدأت تتوجّس من قدرة الترسانة العسكرية الروسية إلى إحداث أكبر ضرر في جيوشها في حال نشوب مثل هذه الحرب، هذا إن لم ينزلق العالم إلى حرب نووية تكون القارة العجوز الضحية الأولى لها.
وفي هذا السياق، تم الإعلان عن أن الحكومة الألمانية أبرمت اتفاقاً مع المعارضة المحافظة يقضي بالسماح بتخصيص 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني، وفق ما نقلت “فرانس برس”.
وحسب “فرانس برس”، فإن الحكومة الألمانية توافقت مع المعارضة على إنشاء صندوق خاص للمشتريات العسكرية، ما يتيح لبرلين أيضاً تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي المتمثل بإنفاق كل دولة عضو 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.
وسيتم تمويل هذا الصندوق من خلال ديون إضافية، لذلك كان من الضروري الالتفاف على قانون “كبح الديون” المنصوص عليه في الدستور الذي يحدّ من الاقتراض الحكومي، كما أنه لهذا السبب، احتاجت الحكومة إلى دعم المعارضة المحافظة للحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة في البرلمان لإقرار تعديل دستوري يتعلق بالميزانية العامة، إذ إنه سيجري دفع الـ100 مليار يورو لصندوق خاص خارج الميزانية العامة، حيث يعدّ الإفراج عن الأموال لتسليح الجيش انقلاباً كبيراً في سياسة ألمانيا التي قلصت حجم جيشها بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة من نحو 500 ألف جندي عام 1990 الى 200 ألف اليوم.
وأشار تقرير نشر في كانون الأول إلى أن أقل من 30% من السفن الحربية الألمانية “تعمل بكامل طاقتها”، بينما العديد من الطائرات المقاتلة غير صالحة للطيران.
أما في بريطانيا، فقد أشار الخبير في العلاقات الدولية بجامعة “ليستر” البريطانية، البروفيسور أندرو فيتر، إلى أن المملكة المتحدة لا تملك وسائل لاعتراض الصواريخ الباليستية الروسية، وخصوصاً صاروخ “كينجال”.
وقال أندرو في تصريح لصحيفة “ديلي إكسبرس”: إن “عدم وجود أسلحة دفاعية لدى بريطانيا سيجعلها ضعيفة للغاية في حال تعرّضها لأي ضربة” من جانب روسيا.
وأضاف: “ليس لدينا القدرة على اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية الروسية، وخصوصاً نظام كينجال”.
بدوره، قال المحلل، أليكس لورد، للصحيفة: إن السلاح الخارق الروسي (كينجال) يقع ضمن “الضربة المحتملة” على المملكة المتحدة.
وتابع: إن “هذه الصواريخ يتم إطلاقها من طائرات MiG-31K وهو أمر مهم، حيث كان هناك عدد من هذه الطائرات في منطقة كالينينغراد (الروسية) قبل 24 شباط، القريبة من المملكة المتحدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا يمكن أن تكون كمقاتل “أعزل تماماً” في مواجهة الأسلحة الروسية “الرهيبة”.
في جميع الأحوال يعلم الغرب جيّداً أنه لو قدُّر لحرب عالمية ثالثة أن تندلع انطلاقاً من أوروبا، فإنه لن يكون لديهم مزيد من الوقت لاستدراك أخطائهم في هذا المجال، لذلك يبدو أن موازين القوى على الأرض ستجبرهم آجلاً أم عاجلاً على التفكير بموضوعية فيما يجري حولهم، وتقنعهم أن عليهم أن يتوقفوا عن استفزاز روسيا أكثر من ذلك، لأن الذهاب إلى خيار الحرب لا عودة عنه.
طلال ياسر الزعبي