مجلة البعث الأسبوعية

نقل طرطوس  ..حلول ترقيعية  ومراقب بحاجة  لمراقب… ضغط ركاب وتزوير أختام

 

“البعث الأسبوعية” دارين حسن 

 

لم تعد تنفع التبريرات ولا تقنع الأعذار، فالنفوس متعبة والسيارات

متهالكة والحلول غير مجدية، حيث إن زج أربعة ركاب في سرفيس واحد وتحميله فوق طاقته ليس حلا، لأن ذلك قد يودي لحادث مروري يخطف حياة أشخاص لا ذنب لهم سوى حلول إسعافية غير شافية تقوم بها الجهات المعنية لترميم الخلل والنقص بقطاع النقل وما يعانيه، ولعل الحادث الذي حصل مؤخرا، على سبيل المثال لا الحصر، وانقلاب سرفيس على مفرق بغمليخ وما خلفه من ضحايا، خير شاهد على مأساوية المشهد٠

 

مقعد معاكس

يعاني أهالي محافظة طرطوس، كبقية المحافظات السورية، من أزمة نقل تشتد حدتها أوقات ذهاب وإياب الموظفين وطلاب الجامعات والمعاهد، إلا أنها ازدادت في السنوات الأخيرة إثر النقص في عدد وسائط النقل الجماعي وتهالك الكثير من السرافيس العاملة ضمن المدينة وعلى خطوط مناطق المحافظة، ما يضطر السائقون لقضاء الكثير من الوقت في صيانة مركباتهم مقابل انتظار مديد للمواطنين٠

ولا يتوقف الازدحام ضمن مدينة طرطوس وحسب، إنما يتكبد المواطنون المغادرون لمناطقهم وقراهم عناء ومشقة الانتظار لحين الفوز بمقعد، وإن كان معاكسا أو على الرابع، وتكتمل الرحلة

عند طريق العودة لتسجيل حلقة من حلقات المعاناة اليومية المريرة.

إعادة “الفراطة”

وأشار المواطنون إلى عدم إعادة المبلغ إليهم من الأجرة المحددة لخط السير، فعلى سبيل المثال أجرة السرافيس ضمن المدينة والمناطق/ ١٧٥ / ليرة يأخذها السائقون/ ٢٠٠/  ليرة أغلب الأحيان، كما أن بعض الخطوط العاملة بين منطقة وأخرى أجرة سيرها/ ٢٧٥/  ليرة يتقاضاها السائقون/ ٣٠٠ / ليرة دون رادع٠٠٠! وبالحديث مع بعض السائقين أوضحوا عدم امتلاكهم نقود معدنية لإعادتها لمستحقيها، كما أن جلوس الركاب أربعة يتم من خلال مراقب الخط الذي ينادي للركاب ويلزمهم بالجلوس أربعة، وأحيانا يتم برضا الركاب الذين أكدوا خلال حديثهم معنا، عدم وجود خيار أمامهم فإما الانتظار طويلا وإما الجلوس باكتظاظ ” فالجود من الموجود” وبعد انتهاء دوامهم يبقى الهم الأساسي والعبء الأكبر بتأمين العودة٠

حل يولد إرباك

ويرى المواطنون أن تسيير سرفيس من خط لآخر لتخديم ركابه ليس حلا لأنه يخلق أزمة لخط سيره المحدد، كما أشاروا إلى تعبئة مخصصات الكثير من الخطوط من مادة المازوت مع عدم التزام أصحابها بالنقلات المحددة لهم كسرافيس الشيخ سعد ودوير الشيخ سعد وبعض السرافيس العاملة ضمن مناطق المحافظة، والبعض منهم لا يلتزم بالوصول لنهاية الخط، ولفتوا إلى وجود الكثير من قرى المناطق ليس لها خط سير منذ أكثر من عشرين سنة مع مطالباتهم المتكررة والمستمرة بإيجاد وسيلة نقل تخدم الأهالي دون

جدوى…!

لا حسيب ولا رقيب

بعض السائقين لفتوا إلى تقليص مخصصاتهم من المازوت يومي الجمعة والسبت وأيام العطل الرسمية رغم وجود حركة كونه عطلة والناس تجد فرصة للتنقل، ما يؤثر على عملهم وعلى المواطنين أيضا، كما أشاروا إلى تهالك مركباتهم وتكبد أجور صيانة وإصلاح والتي ترتفع وبشكل شبه يومي وقد تمتد عملية الإصلاح أسبوعا، تزامنا مع عدم وجود رقيب ولا حسيب على بيع  قطع السيارات وأجور الصيانة٠

مصادر مطلعة أكدت “للبعث الأسبوعية ” حصول البولمانات التي تسير للمناطق على أربعين ليتر مازوت عن كل رحلة تقوم بها علما أنها لاتستغرق نصف الكمية، وأن بعض السائقين يشترون الأختام لعدم إتمام رحلاتهم وبيع مخصصاتهم من المازوت٠٠٠!

 

متابعة للإشكالات والتجاوزات المتعلقة بقطاع النقل تواصلت البعث مع رئيس قسم مركز الانطلاق بطرطوس العقيد نديم حمدان، حيث طلب منا مهمة صحفية ورفع كتاب إلى قيادة شرطة طرطوس، لكننا اكتفينا بما لدينا من معلومات والتي تعد شاهدا على الواقع المأساوي اليومي الذي يعيشه المواطنين٠

الآليات وتهالكها

من جهته بين عضو المكتب التنفيذي المختص بالمحافظة حسان ناعوس لـ “البعث الأسبوعية ” أن أسطول نقل الركاب في طرطوس يعاني، كما غيره في باقي المحافظات، من قلة عدد الآليات والقدم في العمر الزمني لها مما انعكس سلبا على الحالة

الفنية لها وباتت عرضة للأعطال بشكل كبير، وهنالك بعض الخطوط يعمل عليها عدد قليل من وسائل النقل وهذا العدد لا يفي بحاجة تلك الخطوط وقت الذروة مما يضطر إدارة مرفق النقل بالمحافظة لتكليف عدد من وسائل النقل التي تعمل على خطوط مريحة أو أقل ازدحاما بالعمل على الخطوط المزدحمة وقت

الذروة، وقد تحدث هنالك بعض الحوادث أو تتعرض وسائل النقل لأعطال تستدعي أسابيع للإصلاح فنقوم عندها أيضا برفد الخط الذي خرجت عنه تلك الآليات بآليات من خطوط أخرى لنتمكن من تأمين الركاب وإيصالهم لأعمالهم.

قيد المعالجة

وأما بشأن تزويد وسائل نقل الركاب بنصف مخصصاتهم من الوقود أيام السبت وفي أيام العطل الرسمية فهذا  يعود، حسب ناعوس، إلى قلة حصة المحافظة من المخصصات النفطية في بعض الأحيان، فضلا عن أنه في أيام العطل الرسمية لا يحضر الموظفون وطلاب الجامعات والمعاهد إلى الدوائر، وبالتالي فإن عدد الرحلات التي تقوم بها أية وسيلة نقل تقل إلى النصف، ومن الطبيعي إنقاص مخصصات تلك الآليات  لهذا الحد .

و يتم البحث من قبل محافظة طرطوس بشكل دائم لإيجاد حلول لموضوع نقص الآليات لدينا، وقد طالبنا الجهات المعنية منذ سنوات لرفد المحافظة بعدد من وسائل النقل أو السماح بالاستيراد وفق شروط معينة إلا أن ذلك لازال قيد المعالجة.

الحلول مؤقتة

وأردف عضو المكتب المختص: تقوم لجنة تنظيم نقل الركاب بوضع الحلول المؤقتة والعمل بالطاقة القصوى، كما قمنا بتسيير

قطار نقل ركاب جديد من اللاذقية إلى طرطوس مروراً ببانياس بالإضافة إلى  رحلتي القطار الصباحيتين من طرطوس إلى اللاذقية مرورا بمحطات نقل الركاب بمدينة بانياس وبعدد من المحطات الأخرى في المنطقة المذكورة، وتتابع لجنة تنظيم نقل الركاب بالمحافظة والمعنيين بقيادة شرطتها بضبط العمل على كافة

الخطوط وتنفيذ عدد الرحلات المطلوبة من كل آلية نقل على كل خط تحت طائلة تطبيق العقوبات الواردة في القانون حيال المقصرين، كما نقوم بتوقيف مخصصات أية وسيلة نقل لا تسجل حضورا دائما على الخط الذي تعمل عليه وملاحقتهم وفقا للقوانين والأنظمة المعمول بها.

إحداث شركة

بدوره أكد مدير نقل طرطوس المكلف م٠ نضال بركات على النقص بعدد الآليات بحدود ٤٠٠ آلية وهذا النقص يتوزع على جميع الخطوط بالمحافظة، لافتاً إلى أن أغلب أسطول مركبات النقل قديمة حيث يقوم السائقون بإصلاح مركباتهم بشكل يومي وأن الآليات تجاوز عمرها الزمني الافتراضي، مبيناً أنه يتم تكليف أي مركبة تخالف ثلاث مخالفات متتالية بالعمل على خط مزدحم أو العمل على أحد خطوط القرى لمدة ثلاثة أشهر بشكل قسري، وطالب بركات بإحداث شركة نقل داخلي أسوة بمحافظتي اللاذقية وحمص، بحيث تضم/ ٥٠ / باص نقل داخلي

لحل مشكلة المدينة٠