شهادة من أرض المعارك في أوكرانيا
ريا خوري
قبل اشتعال الحرب الروسية – الأوكرانية كانت تجري أحداث ناعمة في الكواليس تمهد للأزمة اللاحقة، وهذا ما لم تكشفه وسائل الإعلام. لكن سيمون شوستر، مراسل مجلة تايم، نقل جزءاً من تلك الكواليس خلال تغطيته الميدانية للأحداث لمجريات الحرب في أوكرانيا.
ومن بين ما نقله أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تستعد بالفعل للحرب ضد روسيا، لكن الكيفية التي تعاملت بها القوات الروسية دفعت الولايات المتحدة و “الناتو” لاعادة الحسابات، ودفع القادة المشرفين عن إدارة قوافل الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا للقول إن تلك مهمة معبأة بالأخطار.
وبالتالي، فإن ما قدمه مراسل (تايم) يعتبر شهادة من أرض الواقع أن الولايات المتحدة جزء رئيسي في هذه الحرب، وهي ليست تكهنات، بل معلومات دقيقة حصل عليها نتيجة عمله الخاص ودوره في متابعة الكثير من القضايا السرية. وهو أيضاً ما يتناغم مع تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية أن تلك الإمدادات تعد أضخم حمولة عسكرية في التاريخ من الجيش الأمريكي إلى دولة أجنبية.
الجدير بالذكر ونتيجة سخونة الأحداث المتلاحقة كانت هناك فكرة في البداية لاحتمال مساعدة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي على تشكيل حكومة في المنفى، والاحتمالات كانت في شرقي بولندا، حسب ما ذكر سيمون شوستر.
على مدى السنوات الماضية، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر جمهورية أوكرانيا دولة صديقة، وتجمعه مع رئيسها السابق فيكتور لانكوفيتش علاقات متينة، إلى أن بدأت تبرز جماعات مضادة وتتحرك في أوكرانيا بطريقة مخالفة للقوانين والأعراف السياسية والأمنية والعسكرية وحتى السيادية، وتغلغلت في مفاصل الدولة والحكم، ووصلت إلى حد التخلص من الرئيس السابق فيكتور لانكوفيتش، وإجراء انتخابات فاز فيها الرئيس الحالي فولوديمير زيلنسكي.
كان رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه التغييرات في الحكم بأن ألقى خطاباً تناول فيه جوانب مهمة من الحياة السياسية والأمنية في أوكرانيا قال فيه: “إن أوكرانيا لا توجد فيها الآن سلطة شرعية يمكن لأحد أن يتحدث معها، وإن ما جرى ضد رئيسها السابق فيكتور لانكوفيتش هو انقلاب تقف وراءه الولايات المتحدة الأمريكية”. وطرح سؤالاً عن موقف إدارة الرئيس جو بايدن من تلك التطورات الجارية في أوكرانيا ؟.
جاءت الإجابة على لسان الدبلوماسية الأمريكية السابقة سيوريا جايانتي التي تعمل بالسفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية كييف، وقالت: “إن الفريق المختص بالسياسة الخارجية في إدارة بايدن يرى أن روسيا دولة مزعجة ومثيرة للمشاكل، ولا ينظر إليها كقوة عسكرية واقتصادية وسياسية دولية كبيرة”. ومنذ ذلك الوقت تم غرس بذور الأزمة الحالية، بداية من تجاهل الولايات المتحدة لمطالب القيادة الروسية التي تم تقديمها في مذكرة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل شهرين من الحرب في أوكرانيا.