الثقافة.. هل هي تحدّ في صالون عزوز في سلمية
البعث – نزار جمول
جاءت الجلسته الأسبوعية لصالون عزوز الثقافي في السلمية لتتحدث عن الثقافة وتحدياتها الراهنة. وكعادته دأب مدير الجلسة الأديب محمد عزوز على عرض أهم ما يعتري الثقافة من إيجابيات وسلبيات، حيث احتفي في البداية بالشاعر تامر سفر الذي قدّم مجموعته الشعرية الجديدة “عيون الزمن”، ووقّع نسخاً للحضور كهدية. ثم قدم عزوز تحية للأديب المربي والمقاوم خضر العلي محفوض في ذكرى رحيله، وقدم الباحث نزار كحلة قراءته لمخطوط “المقرب في حوادث الحضر والعرب” للكاتب فتح الله بن أنطون الصايغ، لينتقل الجميع لمحور الجلسة “المثقف وتحديات الثقافة” الذي أعدّته الشاعرة ثناء الأحمد، حيث عرّفت المثقف من خلال عدة تعاريف بوجهات نظر متعدّدة لعدد من المفكرين اعتبرت الأدق فيها، هو من يطرح نفسه بشكل مؤثر، حيث يفهم المشكلات ويطرح الحلول برصيده المعرفي وممارسته الأكاديمية، مبينة أقسام وأنواع المثقفين والتحديات التي يتعرّضون لها (التحدي الذاتي والاجتماعي والديني وتحدي السلطة السياسية)، وأكدت على أسلوب المفكر في طرح أفكاره وردّ السلطات عليه، وطرحت أمثلة لمفكرين عالميين وعرب، ولتختتم مداخلتها بعدة أسئلة: هل الثقافة جزء من الأزمة أم هي الحلّ؟ وهل المطلوب من المفكر المواجهة أم المهادنة؟ وهل نحن مثقفون فعلاً؟.
وتركت هذه المداخلة المهمّة عند الحضور توقفاً وبحثاً، واعتبر الشاعر سامر إسماعيل أن للثقافة تعاريف كثيرة تتجاوز المائة، فالموضوع متشعب وتبقى القراءة مجردة إذا لم تتمّ مناقشتها، بينما أكد القاص محمد عزوز أن الحوار قد يطول نظراً لأهمية الموضوع، معتبراً أن للثقافة درجات، فكل مثقف يقف على درجة مع السعي للتميّز، مبيناً أن كلّ الحضور مثقفون بما يقدمون، لكنهم في درجات لم يصلوا فيها إلى درجة المفكر.
الشاعر علي أسعد ياغي أوضح أن التأثير في المجتمع هو الأساس، فهناك فجوة بين المثقفين والمجتمع ولا يمكن الخلط بين المثقف والمفكر. وأوضح الباحث حسن القطريب الفرق بين المثقف والمتعلم، فالمثقف تعبير حديث باستعمال صفات كالعلامة والموسوعي، والشاعر شكل من أشكال الثقافة المعاصرة، ولم يقتنع المسرحي علي اليازجي بتعريف الثقافة متسائلاً: مثقفون بماذا؟، فالعالم عالم اختصاص، وللثقافة تحديات كبيرة قديماً وحديثاً!!
الباحث نزار كحلة اعتبر الموضوع مهماً، مبيناً أنه يوجد اختلافات في الرؤية، فالغرب توصل لتعريف دقيق للمثقف دون الخلط بين المفاهيم، وقد تكون الثقافة إيجابية أو سلبية والحضارة مفهوم إيجابي، والثقافة ليست كمّاً من المعلومات ويجب التمييز بين المفكر والمثقف، والآخر هو من يقيّم، والمفكرون قلائل في المجتمع.
واختتم الأديب فائق موسى المداخلات بأن للثقافة تعاريف لكل شخص من زاويته، والثقافة حالة وعي بدءاً من الذات وانطلاقاً للمجتمع الأوسع، والسلوك هو الأهم والعمل على تغيير المجتمع الذي يعيش فيه المثقف، والمثقفون هم قلة قليلة على مستوى العالم، وأنصاف المثقفين خطر على المجتمع، والقراءة شرط لازم للمعرفة والثقافة.