خطة عمل لتعديل برنامج مكافحة التدخين لتلائم تطورات منتجات التبغ
دمشق – حياة عيسى
بعد توقف دام خمس سنوات، عادت مديرية الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة في بداية 2022 للعمل من جديد ببرنامج مكافحة التدخين من خلال تشكيل فرق عمل في كل المحافظات من أجل بدء الأنشطة فيها، حيث تم وضع خطة العمل للبرنامج للأعوام 2021-2023 من خلال تعديل المرسوم التشريعي رقم 62 لعام 2009، وذلك ليلائم التطورات الحاصلة في منتجات التبغ الناشئة مثل السجائر الالكترونية، والتبغ المسخن، بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين.
مديرة برنامج مكافحة التدخين الدكتورة عبير العبيد بيّنت في حديث لـ “البعث” أنه تم تدريب فريق عمل مكوّن من 40 عاملاً صحياً كان نواة العمل في البرنامج، وإعداد مادة علمية الكترونية حقيبة تدريبية للبرنامج، علماً أن سورية تعمل على مكافحة التدخين من خلال صدور المرسوم التشريعي رقم 59 في السادس من أيلول سنة 2004 المتضمن الانضمام إلى الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التدخين، وتلاه المرسوم التشريعي رقم 62 لعام 2009 الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية من أفضل المراسيم التشريعية في منطقة شرق المتوسط، وقد أشارت الخطة الخمسية العاشرة إلى أن التدخين والسمنة وسوء التغذية عوامل الخطورة الثلاثة الرئيسية للعبء المرضي في سورية.
وتابعت العبيد بأن تقارير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 22% من أمراض القلب، و33% من أمراض الأورام، و66% من أمراض الجهاز التنفسي تعزى إلى التدخين، لذلك كان التوجه في التوعية نحو فئة الشباب كونهم جيل المستقبل حتى لا يقبلوا على التدخين ويدمروا صحتهم من خلال مبادرات شبابية، منها: مبادرة (فليكن منك التغيير) للشباب في دور الأيتام ومدارس الأحداث، ومبادرة (عزم وإرادة ضد التدخين) لطلاب الجامعات والمعاهد، حيث تم التوصل إلى 10000 شاب وشابة بالتوعية خلال شهرين من العمل، ومن خلال ندوات تثقيفية ودورات تدريبية في كل المحافظات، الأمر الذي أدى لزيادة الاهتمام بالبرنامج من قبل أصحاب القرار في كل الوزارات، خاصة وزارة الصحة التي تعتبر المسؤولة عن تطبيق المرسوم التشريعي رقم 62 لعام 2009 الخاص بمنع التدخين في المحال العامة، وحاول البرنامج توسيع نطاق العمل ليشمل الجهات الحكومية والمنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية، وتم تدريبهم في الوزارة على كل المعلومات الخاصة بالأضرار التي يسببها التدخين، منها وزارة الأوقاف التي خصصت الكثير من خطب يوم الجمعة للحديث عن أضرار التدخين وحرمته، وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من خلال الجمعيات الأهلية، وأيضاً وزارات: السياحة والإعلام والعدل والتربية والداخلية.
وعرّجت العبيد إلى المبادرات التي عمل عليها البرنامج كمبادرة مدارس خالية من التدخين في عامي 2018-2019 بهدف نشر التوعية الصحية لأضرار التدخين بين طلاب المدارس من خلال أنشطة تفاعلية ومعارض رسوم ومسرحيات وإذاعة مدرسية ومجلس أولياء الأمور وأنشطة متعددة أخرى شعرية وغنائية، وكان حجم العينة التي تمت دراستها 1218 طالباً وطالبة من مدارس الحلقة الثانية لأعمار 13-15 سنة، وتبيّن من خلال الاستبيان الطلابي وجود نسب من التدخين العابر بين طلاب المدارس تعادل 49.6%، ونسبة انتشار التدخين السلبي 64.8% من العينة المدروسة، كما تبيّن وجود نسب تدخين داخل المدارس بمعدل 40% بين المدرّسين، وبمعدل 50% بين الكادر الإداري، مع الإشارة إلى مبادرة جامعات خالية من التدخين التي نفذت على مدى سنين في جامعات مختارة في المحافظات، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وبلغ عدد الجامعات التي خضعت لهذه المبادرة 30 جامعة حكومية وخاصة، وفيها الكثير من الأنشطة التي تسلّط الضوء على آفة التدخين، خاصة أن المسوحات التي تمت على عينة من الطلاب تشير إلى ارتفاع نسب التدخين إلى أكثر من 60% من طلاب الجامعات، خاصة منتجات التبغ (السيجارة والنرجيلة).
أما بالنسبة لعيادات الإقلاع عن التدخين فقد أوضحت العبيد أنها تتوفر فيها المشورة النفسية والاجتماعية فقط، ومن خلال 24 عيادة وجد أنه خلال سنتين من افتتاح هذه العيادات ما يقارب 2000 مراجع تلقوا خدمة المشورة والتوعية لأضرار التدخين، علماً أنه لا يوجد علاج دوائي مثل بدائل النيكوتين: (لصاقات- علكة- رذاذ) أو أدوية نفسية: البوبروبيون- النورتريبتلين، حيث وضعت وزارة الصحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين خطة وطنية لمكافحة التدخين للأعوام 2008- 2013، وفي عام 2011 بدأت الحرب الكونية على سورية، وحدث تباطؤ في تنفيذ تلك الخطة دام خمس سنوات (من عام 2012 إلى عام 2016)، وبدأ البرنامج يستعيد أنشطته تدريجياً.