ماذا أعددنا لموسم الذهب الأخضر..؟
وائل علي
لأننا لا نريد لثروتنا من الذهب الأخضر “الزيتون” أن تلقى مصيراً مشابهاً للكثير من ثرواتنا الزراعية التي تحوّلت في لحظة من اللحظات من نعمة إلى نقمة، كالحمضيات مثلاً التي تحوّلت لبازار حقيقي، إلى باقي معظم أشجارنا الوارفة المثمرة وخضارنا ومزروعاتنا الغناء المتنوعة.. ولأن لدينا هذا العام موسم زيتون واعداً جداً بدأت تهلّ تباشيره وتطلّ علينا بعد أن توفر له مناخ وطقس ساعد في وصولنا لخواتيم أنتجت هذه الوفرة التي نأمل ألا تضيع، ولأننا وفق الحسابات الزراعية خارج دورة “المعاومة” هذا العام، نسأل: ماذا أعددنا لموسم زيتون 2022 الاستثنائي الذي تفوق توقعاته الـ600 ألف طن زيتون، و75 ألف طن من الزيت؟.
هل فكرنا -من الآن- كيف سنسوق هذا الإنتاج على الصعيد المحلي الداخلي، وأين هي الأسواق الخارجية “الصديقة” -إن أردتم- التي علينا الاتفاق والتفاهم معها لتصدير وتسويق فائض استهلاكنا المحلي. ونسأل أيضاً: أما من دور لـ”السورية للتجارة” وغيرها من مؤسسات، للتدخل في الوقت المناسب لتأمين احتياجات الأسواق المحلية حماية لمنتجنا ومستهلكنا من الاستغلال والابتزاز والمتاجرة؟ أم أنها ستكون بجيشها الجرار وخزائنها المتخمة آخر الواصلين؟.
ونسأل: هل فكرنا بالآلية التي ستعمل بها معاصرنا، وتأكدنا من التزامها بالمعايير والمواصفات القياسية في عمليات العصر والتخلّص البيئي الآمن من مخلفات العصر وماء الجفت لإنتاج زيت صاف بلا أسيد وبلا تلوث؟.
وهل حدّدنا أسعار وأجور الشحن والنقل والعصر وطن العرجوم “التمز”، وصولاً لأسعار مبيع عبوات الزيت وفق أحجامها وأوزانها، وكغ زيتون المائدة في الأسواق، ولاسيما بعد أن بيع “بيدون” العشرين ليتر زيت بربع مليون ليرة؟!.
أم أننا سنترك كروم الزيتون وأصحابها لمصيرهم ليكونوا ريشة في مهب الريح التي تتقاذفها الأسواق والتجار والأهواء؟.
كثيرة هي الأسئلة التي تفرض نفسها ونراها مشروعة لحماية زيتوننا الذي نحتل في إنتاجه -رغم الظروف التي تحيط بنا- المرتبة الرابعة عربياً والسابعة عالمياً بعد التراجع الطفيف الطارئ بفعل الإرهاب والمجموعات المسلحة التي تهيمن على قطاع واسع منه في محافظة إدلب “الخضراء”، وبعض سهول حلب، وهي أوراق مهمة يجب ألا نهملها أو نلقيها على قارعة قلة التدبير والاهتمام؟.
إننا، باختصار، لا نريد خسارة موسم الزيتون الذي تنتظره آلاف الأسر من عام لعام لتعتاش من رزقه وخيراته، وهذا لن يكون بطبيعة الحال إلا بالتحضير والاستعداد الجيد، وتهيئة السبل التي تضمن تسويقاً ناجحاً لكل حبة زيتون ونقطة زيت، ولا يزال الوقت متاحاً إلى حدّ كبير إن أردنا وشئنا العمل.
Alfenek1961@yahoo.com