إرادة الحياة..؟!
بشير فرزان
يأتي عيد الأضحى هذا العام والأماني والآمال تتزاحم على أبواب الواقع المتخم بالأعباء المعيشية التي تنغص حياة الناس، وخاصة مع غياب الإجراءات والقرارات القادرة على انتشال أحوال المواطن “الطفران” من الحاجة والعوز. ولا شك أن التباطؤ في اتخاذ قرارات جريئة تنتشل حياته من سيل الهموم والأعباء شكّل خيبة أمل كبيرة داخل الشارع الذي علق تطلعاته على حبل الوعود الحكومية، ولكن وللأسف لم ينل منها سوى الجيوب الخاوية!.
وما يثير الإعجاب بالسوريين أنه رغم حصار التقشف وعدم الاكتراث بنتائج ذلك على مناحي الحياة الأسرية، إلا أن ذلك لم يسرق فرحة العيد منهم، بل حفزهم ليصنعوها بإرادة الحياة والعزيمة والتمسّك بالأمل، الذي أصبح أكثر حضوراً وتواجداً في أيامهم، أما باقي القضايا والملفات فما زالت غائبة تنتظر القرارات الجريئة التي تريح الناس وترفع الأعباء والهموم التي حوّلت أعيادهم إلى أزمات معيشية كبيرة، ليكون هذا العيد كغيره من الأعياد والمناسبات أكثر عبئاً على الدخل الهزيل الذي لا يتجاوز عشرات الآلاف لنحو 2 مليون موظف أو أكثر!!.
وليس من باب “النق”، كما يقال، ولكن من بوابة المؤشرات الاقتصادية الحديثة للأسرة السورية التي تثبت أنها منكوبة ودخلت مرحلة حرجة من الحاجة التي ترفع الغطاء عن حقيقة تذبذب الأداء الحكومي وبطء استجابته لمتطبات الواقع الحياتي المحاصر بشتى التحديات، حيث ما زال شريان الوعود ينزف بالكثير من الانفراجات العابرة من بوابة السراب التي لم يصل نعيمها الافتراضي بعد إلى المواطن الذي ينظر إلى الإجراءات والخطوات الحكومية من باب الأمل.
وطبعاً، ما يهمنا هنا أنه رغم صعوبة الظرف إلا أن ذلك لم يؤثر على التفاؤل والحرص على تدعيم مقومات النجاح والصمود، وخاصة مع وجود مواطن يعي مايحدث ويدرك خطورة التحديات وأسبابها ويغذي يومياته من معين الوطنية، وهناك أيضاً فريق حكومي يسعى للتخفيف من وطأة الحرب وتداعياتها بكل السبل المتاحة، ويعمل على تحسين الواقع الناضح بالكثير من المنغصات.
بالمحصلة لن يستحوذ اليأس على الحياة العامة، ولن تتوقف مسيرة العمل والإنتاج رغم كل التحديات، فإرادة الحياة والعزيمة والتصميم على تجاوز الصعوبات ستكون صانعة للمستقبل الذي يتمناه كل سوري شريف لبلده.. وكل عام وأنتم بخير.