تفاقم الأحوال يدفع بعديد من الألمان لـ”بنوك الطعام”..!
البعث- رصد
مع ارتفاع تكاليف المعيشة في جميع أنحاء أوروبا، لجأ العديد من الألمان إلى بنوك الطعام لتغطية نفقاتهم، حيث سجل زيادة الطلب على بنوك الطعام في ألمانيا بشكل ملحوظ منذ بداية العام وتضاعف في بعض المناطق.
يُشار إلى أن بنوك الطعام تبيع البقالة التي تتبرع بها محلات السوبر ماركت بأسعار مخفضة للغاية، بالإضافة لبيع الوجبات الجاهزة الرخيصة.
هذا وتحاول الحكومة الألمانية تخفيف الضغط على المواطنين، حيث خفضت الضرائب على الوقود، وكذاك خفضت بشكل كبير تكلفة النقل العام، ووعدت جميع دافعي الضرائب بدفع 300 يورو لمرة واحدة.
الجدير ذكره أن معدل التضخم في ألمانيا ارتفع إلى 7.9% في أيار الماضي، وهو أعلى مستوى منذ إعادة توحيد البلاد عام 1990.
يوخن برول رئيس مجلس إدارة اتحاد بنوك الطعام في ألمانيا “تافل دويتشلاند”، ذكر أن عدد الأفراد الذين لم يعودوا قادرين على تحمّل نفقات الضروريات، مثل توفير طعام كافٍ، تزايد نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية والارتفاع الحاد في الأسعار، وهذا يشكل ضغطاً على بنوك الطعام في ألمانيا.
ويقول برول: إن هؤلاء هم أيضاً أشخاص يكسبون القليل لكنهم لم يكونوا معتمدين على المساعدة حتى وقت قريب. وأضاف، في السابق كانوا بالكاد يتدبرون نفقاتهم لكن الآن لم يعد بإمكانهم تحمّل نفقات الأسعار المرتفعة للغذاء والوقود والطاقة، مشيراً إلى أنه يُجرى علاوة على ذلك إرسال لاجئين في بعض الأحيان مباشرة إلى بنوك الطعام من قبل مكاتب الرعاية الاجتماعية دون تنسيق مسبق.
وهذا الحشد من الناس الكبير لدرجة لا يمكن إغفاله أمام دار مشجعي نادي الدوري الألماني لكرة القدم من الدرجة الأولى “يونيون برلين”، كل ثلاثاء في الساعة الثانية ظهراً لتلقي بعض المواد الغذائية، مثال على ما آل إليه الوضع. حيث يجري توزيع مواد غذائية في هذا الموقع في حي كوبينيك شرقي برلين. وأتاح النادي ساحته في دار المشجعين لهذا الغرض.
كارول زيله، رئيسة مركز التوزيع الخاص بجمعية رغيف وروح “لايب أوند زيله” الخيرية الشريكة لمنظمة موائد “تافل في حي كوبينيك” تقول: “يستخدم الكثيرون أيضاً المكان كنقطة التقاء اجتماعية”، وقد تزايد عدد الوافدين إلى الساحة في الآونة الأخيرة، حيث كان يتمّ تقديم الطعام في السابق لـ300 أو 320 شخصاً، والآن أصبح العدد أكثر من 500 شخص يومياً.
في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا، شهدت بنوك الطعام زيادة في عدد المنتفعين بنسب تتراوح بين 50 و150%، بحسب بيانات بيتر تسيلس، رئيس اتحاد بنك الطعام البافاري الذي أكد أن أكثر من 90% من المسجلين الجدد لاجئون من أوكرانيا، موضحاً أن التزايد الكبير في الأعداد دفع بعض بنوك الطعام إلى حظر استقبال منتفعين جدد.
وفي مدينة بايرويت على سبيل المثال، كان هناك “اندفاع مذهل للتسجيل” فور رفع تجميد القبول. ويعمل تيليس متطوعاً لدى بنوك الطعام منذ 14 عاماً، لكنه يرى أن هذا هو أكبر تدفق للمعوزين حتى الآن، حتى أنه لم يصل إلى هذا الحدّ خلال أزمة اللاجئين في عامي 2015 و2016.
ويوجد في ألمانيا أكثر من 960 بنك طعام ترعاها العديد من الشركات، مثل مخابز محلية ومجازر ومتاجر مواد غذائية ومطاعم، وكذلك شركات سيارات وبنوك. وتتبرع هذه الجهات بأطعمة مثل الفاكهة والخضراوات والخبز والمعجنات ومنتجات الألبان. وهناك أيضاً أوجه أخرى من الدعم تقدم لبنوك الطعام مثل الحصول على حوافز مالية عند شراء شاحنة صغيرة على سبيل المثال.