“تحول مهم”
معن الغادري
شكلت زيارة السيد الرئيس الأسد إلى حلب تحولاً مهماً في طبيعة العمل الحكومي والإداري والتنفيذي، وعكست دون أدنى شك الحاجة لوضع معايير وقواعد جديدة لآليات العمل التنفيذي وفق رؤية تطويرية شاملة تحقق النهوض في مختلف المجالات الخدمية والإقتصادية والزراعية والتجارية، خاصة بعد وضع المجموعة الخامسة في المحطة الحرارية في الخدمة واطلاق العمل في محطة الضخ في ناحية تل حاصل، ما يسهم وبشكل فاعل في خلق مناخات ملائمة لدفع عجلة الانتاج، كون هذين المشروعين الحيويين يشكلان عصب الانتاج والنهوض على مختلف الصعد.
ولعل ما حظيت به حلب من دعم واهتمام مباشرين يؤسس لمنظومة عمل مؤسساتي متكامل الأضلاع، ولتشاركية ناجزة بين العام والخاص قادرة على مواجهة التحديات والتكيف مع متطلبات واحتياجات المرحلة الراهنة والمستقبلية، وداعمة للخطط والبرامج الإستراتيجية الهادفة إلى إحداث تغيير حقيقي في الفكر والتطبيق وصولاً إلى إنجاز خريطة عمل تطويرية شاملة وطموحة أساسها التوفيق بين الأولويات والإمكانات المتاحة، وتنقل محافظة حلب – مدينة وريفاً – إلى واقع أفضل وتعيد لها مكانتها وموقعها الريادي في المشهد الصناعي والتجاري والسياحي والتنموي، وفي المجالات كافة، وبما يمكنها من استثمار وتوظيف إمكانات وطاقات هذه المحافظة في خدمة العملية التنموية ليس على مستوى المحافظة وحسب بل على مستوى سورية.
ونعتقد أن ما شهدته حلب خلال الأيام القليلة الماضية من حراك رسمي على مستوى رئيس الدولة، وشعبي اتسم بالصدق والعفوية، خلال استقبال أهالي حلب القائد بشار الأسد المفدى وعائلته الكريمة، أرسى دعائم جديدة أكثر صلابة ومتانة، لن تتأخر تأثيراته ومفاعليه الإيجابية لناحية توثيق العلاقة والرابط مع المواطن والذي يشكل حقيقة بوصلة العمل الحكومي لناحية توفير كل متطلبات وأساسيات الحياة اليومية والكريمة له، وهو ما بدأ يتلمسه المواطن على الأرض من خلال تحسن واقع الشبكة الكهربائية والبدء تدريجياً بتغذية عدد من أحياء المدينة الشرقية، وهو بحد ذاته انجاز كبير ومحطة أولية ضمن المحطات القادمة المنتظرة والتي لا شك أنها ستسهم في تدعيم مشروع إعادة الاعمار .
وبطبيعة الحال، ما يمكن تأكيده في ضوء هذا الزخم الكبير، الذي رافق زيارة السيد الرئيس والسيدة أسماء، أن حلب مقبلة على مرحلة جديدة من البناء الاستراتيجي، وهو ما يستدعي استثمار وتوظيف هذه هذه الزيارة في كسر كل ألواح الجليد التي تغلف عملنا المؤسساتي ورفع نسب وتائر إنجاز الخطط والبرامج والمشاريع مع مراعاة الجودة بالتنفيذ، والأهم أن تلي هذه المحطة المفصلية والمحورية محطات أخرى من المتابعة والتدقيق والرقابة المشددة لآليات العمل التنفيذي مصحوبة بضوابط صارمة لحالات الترهل والتقصير والهدر والفساد المالي والإداري، لضمان استمرار مسيرة البناء والتنمية ضمن مسارها الصحيح، وهو ما متوقع أن تشهده حلب ما بعد زيارة السيد الرئيس المباركة .