بايدن إلى إسرائيل والسعودية في أول زيارة له إلى المنطقة.. التحريض وانعدام الأفق السياسي عنوان وحيد
واشنطن- الأرض المحتلة – تقارير:
يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الكيان الصهيوني اليوم الأربعاء لبدء جولة بالشرق الأوسط تنطوي على رهانات كبيرة وتهيمن عليها جهود إقناع الحلفاء الخليجيين بزيادة إنتاج النفط والتقريب بين إسرائيل والمملكة السعودية.
وسيقضي بايدن يومين في القدس المحتلة لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين قبل أن يجتمع مع رئيس السلطة االفلسطينية محمود عباس يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة.
وبعد ذلك، سوف يستقل رحلة مباشرة من إسرائيل إلى جدة بالسعودية، وهي أول مرة لرئيس أمريكي، يوم الجمعة لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين وحضور قمة للحلفاء الخليجيين.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن الزيارة، وهي الأولي التي يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس، يمكن أن تسفر عن مزيد من الخطوات نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وقال مسؤول إسرائيلي: “نتخذ خطوات تدريجية نحو هذه الغاية”. وأضاف: “حقيقة أن الرئيس بايدن يزور إسرائيل، وأنه سيسافر من هنا مباشرة إلى السعودية تلخص الكثير من العوامل التي تطورت خلال الأشهر الماضية”.
وتهدف رحلة بايدن إلى “تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة النفوذ الإيراني وعدوان روسيا والصين”، كما ورد في بيان للبيت الأبيض.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي يوم الاثنين إن “هذه الرحلة ستعزز الدور الأمريكي الحيوي في منطقة ذات أهمية استراتيجية”، على حد تعبيره.
ومن المتوقع أن يطالب بايدن، الذي يتعرض لضغوط داخلية لخفض أسعار البنزين المرتفعة التي أضرت بشعبيته في استطلاعات الرأي، الحلفاء الخليجيين بزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعار البنزين.
وسيكون أحد محاور زيارة بايدن المحادثات التي سيجريها في جدة مع المسؤولين السعوديين بمن فيهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي تتهمه المخابرات الأمريكية بالوقوف وراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018.
ويمثل الاجتماع تغيرا في موقف بايدن السابق بجعل السعودية “منبوذة” بسبب مقتل خاشقجي.
ويقول مساعدوه إنه سيطرح قضايا حقوق الإنسان أثناء وجوده في السعودية، لكنه مع ذلك تعرض لانتقادات واسعة.
وكتب فريد رايان في مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء: “يحتاج بايدن إلى أن يزيد السعوديون إنتاجهم النفطي للمساعدة في كبح أسعار الطاقة العالمية”. وأضاف: “ترسل الرحلة رسالة مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة لغض الطرف عندما تكون مصالحها التجارية على المحك”.
وسيدلي بايدن بتصريحات موجزة اليوم الأربعاء عند وصوله إلى إسرائيل، وسيتلقى إفادة من مسؤولي الحرب الإسرائيليين حول منظومة القبة الحديدية المدعومة من الولايات المتحدة ونظام جديد يعمل بالليزر يسمى “الشعاع الحديدي”.
وستمثل محادثات بايدن مع عباس أعلى مستوى من الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة والفلسطينيين منذ أن اتخذ الرئيس السابق دونالد ترامب نهجا متشددا تجاه الفلسطينيين عند توليه منصبه في عام 2017.
وتصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين إثر استشهاد الصحفية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في أيار الماضي. وقد طالبت عائلتها، التي اتهمت الولايات المتحدة بتوفير الحصانة لإسرائيل بشأن اغتيالها، مقابلة بايدن خلال رحلته إلى المنطقة هذا الأسبوع.
وبينما تقدر السلطة الفلسطينية أهمية استئناف العلاقات في عهد بايدن، فهي تريد منه الوفاء بتعهداته بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة.
كما تريد من الولايات المتحدة رفع منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس، وكبح التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن زيارة بايدن ستتضمن ما سموه “إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وقال أحد المسؤولين إن الإعلان المشترك “يتخذ موقفا واضحا للغاية وموحدا ضد إيران وبرنامجها النووي ويلزم كلا البلدين باستخدام كل عناصر قوتهما لمواجهة التهديد النووي الإيراني”، حسب تعبيره.
ومن المرجح أن يواجه بايدن أسئلة من إسرائيل ودول الخليج ومنها السعودية والإمارات حول الحكمة من محاولاته لإحياء اتفاق إيران النووي.
إلى ذلك، قال تسفي بارئيل، محلل للشؤون العربيّة في صحيفة “هآرتس”، إنّ زيارة بايدن إلى المنطقة غريبة، ومُدهشة، ومتناقضة ومُحيّرة، لافتا في ذات الوقت إلى أنّ الرئيس بايدن هو أوّل رئيس أمريكيٍّ في العقود الأخيرة يصل إلى الشرق الأوسط، دون أنْ يحمل معه خطّة لحلّ الصراع الإسرائيليّ -الفلسطينيّ، وهو أوّل رئيس أمريكيّ خلال العقود الأخيرة لم يقُم بتعيين مبعوثٍ خاصٍّ لمنطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ برائيل في مقالٍ نشره اليوم الأربعاء، على أنّ بايدن يصِل المنطقة في وقت تبنّى فيه الكيان الإسرائيلي إستراتيجيّة عدم وجود أفقٍ سياسيٍّ مع الفلسطينيين، أيْ رفضه الحلّ السياسيّ، ورفضه الجارِف لتشييد بنيةٍ تحتيّةٍ للتعايش السلميّ مع الفلسطينيين، وأيضا إمعانه بعدم تحسين وضح حقوق الفلسطينيين في أراضي 48، لافتا إلى أنّ هذه العوامل هي بمثابة سورٍ حديديٍّ حتى الولايات المتحدّة لا تستطيع تدميره، على حدّ وصفه.