الانتخابات والكفاءات!
غسان فطوم
من المقرّر أن يبدأ غداً الجمعة قبول طلبات الترشّح لانتخابات أعضاء مجالس الإدارة المحلية، وذلك وفق القانون الناظم لها، في وقت يترقب فيه الشارع السوري ويأمل حدوث تغيير إيجابي على الأرض في آلية ومنهجية عمل وأداء المجالس المحلية التي كانت موضع انتقاد حاد خلال الفترة الماضية، حيث شهدنا فيها حلّ أكثر من مجلس بلدي نتيجة مخالفات وتجاوزات صارخة، لذا نحن اليوم أحوج من أي وقت لوعي انتخابي ناضج في اختيار مجالس قادرة على تحقيق ما يريده ويحتاجه الوطن والمواطن في هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب استنفاراً على كافة الصعد، للوصول إلى نهضة تنموية تنسينا مرارة الحرب وآثارها وخاصة على الواقع الخدمي. ولعلّ ما يعزّز هذا الأمل صدور 5 مراسيم منذ أيام تقضي بنقل وتعيين محافظين جدد لثماني محافظات يتطلع أبناؤها لمزيد من الارتقاء بخدماتهم واحتياجاتهم الضرورية.
بالتأكيد، إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد في الثامن عشر من شهر أيلول القادم وفق ما حدّده المرسوم 216 الذي أصدره أمس السيد الرئيس بشار الأسد، هو استحقاق له الكثير من الأبعاد السياسية والاجتماعية، عدا عن أهميته وضرورته في تحقيق انتعاش خدمي وكشف الأداء النمطي لبعض المجالس المترهلة التي ذهبت وعودها المعسولة أدراج الرياح!.
بالمختصر، كلنا مدعوون لإنجاح الانتخابات، من خلال الحرص على المشاركة الفاعلة فيها، والتأكيد على حسن الاختيار، بعيداً عن أي ضغوطات وأي اعتبارات وحسابات ضيّقة لنصل بالنتيجة لمجالس محلية قوية يُحترم قرارها ورأيها لتحظى بثقة المواطن، عمادها كفاءات شابة متحمّسة للعمل، وأصحاب خبرة ممن يمتلكون الضمير الحيّ والحسّ الوطني والانتماء الحقيقي، يقولون ويفعلون، ولا يوجد في قاموس عملهم شماعات لتبرير الفشل، فالملفات الخدمية في القرى والمدن والبلدات في المحافظات كافة متخمة بالمشكلات المزمنة والمطالب المشروعة المؤجلة بحجة ضعف الإمكانات التي كانت تُهدر في غير مكانها، وتحتاج لخطة تنموية عاجلة تقودها كفاءات تؤمن بأن الوطنية تعمل ولا تتكلم، وغير ذلك لن تحقق الانتخابات القادمة الهدف المنشود منها تحت مظلة اللامركزية الإدارية التي ما تزال مجرد كلام على الورق بعيداً عن التطبيق العملي!.
gassanazf@gmail.com