مرتزقة أمريكا في أوكرانيا
هيفاء علي
أشارت مجلة “كوسور” في أحدث تقاريرها إلى أن التحليل العسكري الفرنسي كشف النقاب عن تكتيكات أمريكية جديدة في أوكرانيا، حيث استخدم البنتاغون تكتيكاً جديداً لتوظيف “مساعدين”، أي مرتزقة بموجب عقد للمشاركة في القتال، ما يؤكد التورط المباشر للولايات المتحدة في هذا الصراع. كما علمت مجلة “كونتيننتال أوبزرفر” أن الجيش الأمريكي كان قريباً وداعماً للقوات الأوكرانية منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وأنه لم يشارك بجنوده الأمريكيين، بل تعاقد مع مرتزقة ليحلوا مكانهم.
يستعين البنتاغون بمصادر خارجية للقتال بدلاً من قواته من خلال البحث عن متخصصين على استعداد للمشاركة في الحرب في أوكرانيا مقابل المال، وفي هذا السياق، أفاد عسكريون فرنسيون أن هؤلاء المرتزقة يعملون في كل مكان، في جميع ساحات القتال في أوكرانيا، ما يعني أن الولايات المتحدة قد تجنّبت رسمياً المشاركة المباشرة لجنودها في الأعمال العدائية ضد روسيا. ووفقاً للمحللين، فإن التدخل الأمريكي المباشر لا يجلب انتصارات عسكرية لـ كييف، وقد اضطر الرئيس الأوكراني للموافقة على هذا الأمر، واعترف أن الوضع لا يزال صعباً للغاية في دونباس في الشرق، وفي منطقة خاركوف وفي الجنوب. وبالتالي، فإن مساعدة الولايات المتحدة بالمال، وتسليم الأسلحة، وفي إرسال المرتزقة أو من خلال تدريب مجندين جدد في الجيش الأوكراني، ولاسيما من خلال المملكة المتحدة التي تدرب الجيش الأوكراني، غير كافية لإلحاق الهزيمة بالقوات الروسية، على حدّ تعبيره.
ولفتت “كونتيننتال أوبزرفر” إلى أن وسائل الإعلام في واشنطن طرحت سؤالاً حول موقف الولايات المتحدة والتزامها في أوكرانيا، وكان ردّ الجنرال المتقاعد بنيامين هودغز حول استخدام الوكلاء والمساعدين من خلال الشركات الخاصة بالقول: “إذا لم نرغب في وضع قواتنا وخبراء النقل والإمداد على الأرض، فهناك بالتأكيد شركات لوجستية تجارية كبيرة يمكنها القيام بذلك. إن البنتاغون اعتمد على شركات الخدمات اللوجستية التجارية في العراق وأفغانستان لمدة 20 عاماً فيما يتعلق بخبرة النقل، والرافعات الشوكية، وهذا النوع من الأشياء سيكون مفيداً”. كما تطرق الضابط المتقاعد إلى تنظيم نقل الأسلحة والوقود والذخيرة على الأراضي الأوكرانية عن طريق الخدمات اللوجستية، وقال: “إن الخدمات اللوجستية لا تتعلق فقط بنقل الذخيرة أو الوقود، بل تتعلق أيضاً بالصيانة لإصلاح كل شيء”.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة تزوّد أوكرانيا بالخبراء، مثل القائد السابق للقوات الأمريكية في أوروبا، الجنرال بنيامين هودغز. وكان رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، قد أشار في الأسبوع الماضي إلى أنه قبل ضربات “هيمارس” كانت المشاورات تجري بين ممثلي أجهزة المخابرات الأوكرانية والأمريكية، مما يسمح لواشنطن باستخدام حق النقض ضد أي هجوم إذا اختلف مع الهدف المقصود، وهذه شهادة أخرى حول التورط المباشر للولايات المتحدة في الحرب في أوكرانيا!.