تصاعد الرفض الشعبي للاحتلال الأمريكي في سورية
تقرير إخباري
تعرّضت القاعدتان العسكريتان للاحتلال الأمريكي في حقلي العمر وكونيكو النفطيين بريف دير الزور لهجوم بالقذائف الصاروخية، حيث أفادت مصادر أهلية بأنّ عدة قذائف صاروخية سقطت داخل القاعدتين العسكريتين لقوات الاحتلال الأمريكي، حيث شوهد تصاعد أعمدة الدخان من المكان، ومن ثم قامت قوات الاحتلال الأمريكي بإغلاق المنطقة، لتسارع سيارات الإسعاف إلى موقع الانفجارات، وسط انتشار كثيف لمسلحي تنظيم “قسد”، المرتبط بالاحتلال الأميركي في المنطقة، حسبما أفادت وكالة “سبوتنيك”، وسط تحليق مكثف لطيران الاحتلال، في محاولة لمعرفة موقع منصات الاستهداف.
وقامت قوات الاحتلال الأمريكي بقصف مواقع في محافظة دير الزور، فجر اليوم، كـ “رد” على هجمات حقل العمر النفطي الذي يتخذه الجيش الأميركي قاعدة غير شرعية له، متجاهلة قيامها بالعديد من العمليات العسكرية غير الشرعية دون مبرر يفسّر أعمالها سوى طموحاتها العدوانية، ومما زاد الموقف الأمريكي سخرية قول مسؤول عسكري أمريكي من القيادة المركزية في بيان له: “إنه لا يعتقد أن أي خسائر في صفوف المدنيين سقطت في الهجوم الذي وقع في الساعة الرابعة من صباح يوم الأربعاء بالتوقيت المحلي”، وكأن الأمريكي يهتم بأمر المدنيين أو يعنيه أمرهم، ليستمرّ الكذب الأمريكي ليس لشيء، وإنما ليضفي طابعاً وهمياً إنسانياً على مهامه العدوانية، حيث زعم أن “المخططين العسكريين اعتقدوا أنهم يستطيعون مهاجمة 11 من المخابئ دون إلحاق الأذى بالمدنيين”. وهذا زيف ومحض كذب بيّنته صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق أجرته عام 2021 مفاده أن الغارات الجوية الأمريكية في سورية أسفرت عن خسائر في صفوف المدنيين أكثر بكثير ممّا يتم الاعتراف به.
وفي وقت لاحق اليوم، أفادت قناة “إن بي سي نيوز” الأمريكية بإصابة عدد من جنود الاحتلال الأمريكي بهجوم صاروخي ثانٍ استهدف قاعدة عسكرية في حقل كونيكو شرق محافظة دير الزور، وذلك قبل أن يقرّ الجانب الأمريكي بالإصابات التي وقعت في الهجوم الأول.
وحريّ بالاهتمام أن الأمريكي رغم التذرّع المشين بردّ الهجمات عنه إلا أن أحداً من مسؤوليه العسكريين لم يستطع ضبط نفسه ليصرّح بها علناً، حيث قال الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية: “لدينا ثقة كاملة في قدرتنا على حماية قواتنا وشركائنا في التحالف من الهجمات”. إذاً هي مسألة مصالح غير شرعية ومساعٍ أمريكية لتأمين مقتضياتها رغم الرفض الشعبي السوري الجامع لوجودهم.
وفي هذه الأثناء، خرج من أوساط المحللين والكتّاب السياسيين من ربط الهجمات الأمريكية صباح هذا اليوم بمزامنتها مع المحادثات بين إيران ودبلوماسيين أوروبيين. والغريب أن الأمريكي مصرّ على إدخال إيران في كل ملفاته وتصريحاته، وذلك لصرف الأنظار عن المقاومة الشعبية السورية لأهالي المنطقة الشرقية، فلا حاجة إذن لتصوير القوات الرديفة على أنها سبب التحرك العسكري الأمريكي بل الوجود الأمريكي غير الشرعي وسرقة ثروات سورية وحماية الانفصاليين، وهذا تهديد للأمن الوطني السوري يستدعي التحرّك الشعبي عاجلاً أم آجلاً تبعاً للمتغيّرات الإقليمية والدولية.
د. ساعود جمال ساعود