الفنان ممدوح قشلان في ذمة الله
رحل عنا اليوم الفنان التشكيلي ممدوح قشلان الذي سكن دمشق، ثم أسكنها قلبه، وتفاصيل حبه للألوان، فكانت حاراتها وتفاصيلها وأدق خصوصياتها تنساب كما بردى من ريشته المعطاءة بألوان حارّة ودافئة وصاخبة تحمل الدهشة والحب الفطري لسيدة المدن العتيقة.
تجربة الفنان ممدوح قشلان طويلة وغنية، فهو من مواليد دمشق 1929، درس الفن في أكاديمية الفنون الجميلة في روما، وأصبح مدرّساً للفنون في أكاديمية ليوناردو دافنشي في القاهرة بين عامي 1959 و1961، يحمل لقب أستاذ شرف من أكاديمية الفنون الجميلة في صقلية في ايطاليا.
أسس متحف الفنون المدرسية في دمشق عام 1969، ويعتبر من أول مؤسسي نقابة الفنون الجميلة في سورية التي ترأسها بين عامي 1969 و1974، وهو من مؤسسي الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، وشغل فيه منصب نائب الأمين العام بين عامي 1971 و1975.
عمل مدرّساً للتربية الفنية، ثم أصبح مفتشاً في وزارة التربية حتى تقاعده، مثّل سورية في العديد من التظاهرات الفنية العالمية، وهو مؤسس ومدير صالة ايبلا للفنون الجميلة بدمشق منذ عام 1980، وأعماله مقتناة من قبل: وزارة الثقافة السورية “قصر الشعب”، المتحف الوطني بدمشق، متحف دمّر، متحف حلب، ومتاحف: بيروت (سرسق)، الجزائر، القاهرة، تونس، الرباط، فارنا، تيتوغراد (مونت نيجرو)، صوفيا، كابروفو، تارغوفيشت (بلغاريا)، بلدية مدينة ليل الفرنسية، إضافة إلى مجموعات خاصة.
انتخب نقيباً للفنون الجميلة في سورية عدة مرات، وانتخب نائباً للأمين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب، وهو عضو المجلس الدولي للمتاحف التابع لليونسكو، وعضو مراسل للجمعية العالمية للفنون التشكيلية، وعضو المجلس الأعلى للآداب والفنون، ألّف مجموعة من كتب الفن والتربية الفنية، وألّف كتباً عن الفنانين: محمود جلال، لؤي كيالي، طبعت منظمة اليونيسيف بطاقات فنية عن لوحاته الكبيرة، وتم توزيعها في أنحاء العالم لصالح الطفولة.
أقام الراحل قشلان 82 معرضاً فردياً في: دمشق، القاهرة، حمص، حلب، اللاذقية، روما، مونريال، باليرمو، مارسالا، عمان، والعديد من دول العالم، وشارك في كل المعارض الرسمية داخل سورية وخارجها منذ عام 1950.
نال العديد من شهادات التقدير الوطنية والعربية والعالمية.
رحل الفنان ممدوح قشلان، وسيبقى أثر ريشته خالداً لأيام قادمات نحتاج فيها لهذا الدفء في لوحاته لبرد أيام قارسات.