بغداد.. اشتباكات متقطعة وسط المنطقة الخضراء والسفارة الأمريكية تُفعل منظومة الدفاع الجوي
البعث – تقارير
تواصلت الاشتباكات، صباح اليوم الثلاثاء، في المنطقة الخضراء وسط بغداد، حيث سمعت أصوات إطلاق نار بشكل متفرق، بينما فعّلت السفارة الأمريكية في بغداد منظومة الدفاع الجوي المخصصة لحمايتها في أكثر من مرة.
وقالت خلية الإعلام الأمني في العراق إن المنطقة الخضراء تعرضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني وأسفرت عن أضرار.
يأتي ذلك بعد أن قُتل 20 شخصاً، الإثنين، في المنطقة الخضراء وأصيب نحو 350 متظاهراً، بعضهم بالرصاص والبعض الآخر جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان رجل الدين العراقي مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، ما أثار غضب أنصاره الذين اقتحموا القصر الحكومي، بينما أعلن الجيش فرض حظر تجوال شامل، وقررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي لاستمرار فرض حظر التجوال.
وتداول نشطاء على منصات التواصل مقطع فيديو لجندي عراقي قالوا إنه قُتل في الاشتباكات الدائرة بالمنطقة الخضراء، بينما صورت مقاطع فيديو اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في بغداد، ولم يتضح بعدُ أطراف الاشتباك.
وسقطت 7 قذائف هاون على الأقل مساء الإثنين، ورصدت ستة انفجارات، في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات. وأكد شهود عيان سقوط قتلى وإصابات وسط المتظاهرين..
وكانت قوات الأمن تدخلت الإثنين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عند مداخل المنطقة الخضراء، فيما اجتاح أنصار الصدر غرف المكاتب وجلسوا على الأرائك أو قفزوا في المسبح، أو راحوا يلتقطون صور “سيلفي”.
ولم يغير فرض الجيش حظر التجول في بغداد، اعتباراً من الثالثة والنصف بعد الظهر، ومن ثم بجميع أنحاء العراق في السابعة مساء، من الوضع شيئاً، وذكرت أن دوريات للشرطة انتشرت في العاصمة، وعمت الفوضى المنطقة الخضراء المحصنة.
وقالت وكالة الأنباء العراقية إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجّه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني، كما وجّه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين.
وأكد رئيس الجمهورية برهم صالح، الإثنين، أن تطورات الأحداث تفرض على القوى الوطنية الترفع عن الخلافات. وتابع عبر بيان، أن “الظرف العصيب الذي يمر ببلدنا يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها”.
كما حذَّر صالح من أن “تعطيل مؤسسات الدولة أمر خطير يضع البلد ومصالح المواطنين أمام مخاطر جسيمة”. ودعا المتظاهرين إلى “الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وفسح المجال أمام القوات الأمنية في القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام والممتلكات العامة”.
ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 تموز 2022، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاماً ما زال متواصلاً داخل المنطقة الخضراء، رفضاً لترشيح تحالف “الإطار التنسيقي”، محمد السوداني، لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.، فيما حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 تشرين الأول 2021..