شهيد فلسطيني باقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين
البعث – وكالات:
يستمرّ التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويتواصل معه سقوط الشهداء وآخرهم كان اليوم، حيث استشهد شاب فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين في الضفة الغربية، ولم يكتفِ الاحتلال بعمليات القتل والاعتقالات الثأرية التي تطول الفلسطينيين الأحياء بل تعداها إلى أسر الشهداء، إذ فجّر منزل الشهيد الفلسطيني رعد خازم الذي ارتقى في شهر نيسان الماضي بعد تنفيذه عملية بطولية في “تل أبيب”.
ففي مدينة جنين اقتحمت قوات الاحتلال المدينة بأكثر من 100 آلية عسكرية، وأغلقت مداخلها وانتشرت في عدد من الأحياء وسط إطلاق الرصاص باتجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى استشهاد الشاب محمد سباعنه، وإصابة 16 آخرين بينهم مسعف.
وحاصرت قوات الاحتلال بناء سكنياً في الحي الشرقي من جنين، وأجبرت الفلسطينيين على الخروج من منازلهم، وفجّرت منزل الشهيد الفلسطيني رعد خازم، الذي ارتقى في الثامن من نيسان الماضي برصاص قوات الاحتلال بمدينة يافا بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بعد تنفيذه عملية بطولية في “تل أبيب”، أدّت إلى مقتل مستوطنين اثنين وإصابة آخرين.
كذلك اقتحمت مخيم الجلزون في رام الله وسط إطلاق الرصاص، ما أدّى إلى إصابة 6 فلسطينيين، كما قامت باعتقال أربعة آخرين، بينما داهمت عدة أحياء في مدينتي رام الله والخليل وبلدة السموع جنوبها ومنطقة واد شاهين وقرية كيسان في بيت لحم وبلدة اللبن الشرقية في نابلس، واعتقلت خمسة عشر فلسطينياً.
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جبل المكبّر شرق القدس، وهدمت جداراً استنادياً يحيط بقطعة أرض، كما اقتحمت منطقة بدو شمال غرب المدينة وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين، بينما هدمت منشأتين زراعيتين وردمت بئر ماء في منطقة شوشحلة غرب بلدة الخضر جنوب مدينة بيت لحم، كما استولت على بيتين متنقلين “كرفانين” على المدخل الغربي لمدينة بيت لحم.
من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال، التي قامت باعتقال مرابطة فلسطينية في المسجد.
وفي قطاع غزة المحاصر، فتحت قوات الاحتلال المتمركزة على أطراف القطاع نيران رشاشاتها الثقيلة، وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق خزاعة ورفح جنوب القطاع ودير البلح في وسطه، ما أجبرهم على مغادرة أراضيهم.
في الأثناء، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: إن الأسيرين الشقيقين أحمد وعدال موسى اللذين اعتقلهما الاحتلال في السادس من الشهر الماضي، يواصلان إضرابهما لليوم الـ31 في معتقل “عوفر”، حيث يعاني الأول من أمراض في القلب والكلى وتعرّض لجلطة أثرت في قدمه ويده خلال إضراب سابق عن الطعام عام 2019 استمرّ 31 يوماً.
وأشار نادي الأسير، إلى أن الأسير جواد جواريش المعتقل منذ عام 2002، يواصل إضرابه عن الطعام في معتقل “عسقلان” لليوم الخامس.
من جهتها، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تدهور الوضع الصحي للأسير عماد سرحان المعتقل منذ عام 2002، مشيرةً إلى أنه نتيجة لسنوات اعتقاله الطويلة والتعذيب الذي يتعرّض له أصبحت لديه مشكلات بالقلب والشرايين والأوردة ولا يستطيع المشي، حيث يتنقل على كرسيّ متحرّك، كما يعاني من وجود نقط سوداء بعموده الفقري، ورغم ذلك يتعمّد الاحتلال إهماله طبياً للتضييق عليه ومضاعفة معاناته.
من جانبهم، شارك عشرات الفلسطينيين بوقفة في مدينة طولكرم دعماً للأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، طالبوا خلالها المجتمع الدولي بالتحرك لوقف جرائم الاحتلال بحقهم، وأكدوا مساندتهم للأسرى ونصرة قضيتهم العادلة في وجه إجراءات سلطات الاحتلال، التي تمعن في ممارساتها القمعية والتعسفية واتباعها سياسة الإهمال الطبي المتعمّد بحقهم.
سياسياً، جدّدت خارجية السلطة الفلسطينية مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمحكمة الجنائية الدولية ببدء تحقيق فوري بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأدانت خارجية السلطة في بيان، اقتحام قوات الاحتلال الوحشي لمدينة جنين وضواحيها ومخيمها الليلة الماضية، الذي أسفر عن استشهاد الشاب محمد سباعنة 29 عاماً وإصابة 16 آخرين بالرصاص، مشيرةً إلى أن الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال ومستوطنوه تهدف إلى ضرب مقوّمات بقاء الشعب الفلسطيني، ما يستدعي تحرّكاً جدّياً من المجتمع الدولي لوقفها.