“الوكالة الذرية” تتهم الجيش الأوكراني باستهداف “زابوروجيه”
تقرير إخباري:
أخيراً تمكّن وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى محطة زابوروجيه النووية، وتحديد الجهة المسؤولة فعلياً عن استهداف المحطة وتعريضها لخطر كارثة نووية حقيقية، وذلك بعد أن رأت ذلك رأي العين، فضلاً عن الشهادات التي استمعت إليها من السكان المحليين الذين حدّدوا الجهة التي تقوم بالقصف، وخاصة أن المحطة تقع تحت سيطرة الجيش الروسي منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، ويبقى طبعاً أن يتعامل الشركاء الغربيون، كما يحبّ الروس تسميتهم، مع تقرير الوكالة بمهنية وموضوعية وعدم التلاعب به أو استخدام بعض فقراته في استهداف روسيا مجدّداً، وبالتالي التغطية على الجرائم التي يرتكبها الجيش الأوكراني يومياً باستهدافه للمحطة بشكل متكرّر.
فقد حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن القصف الأوكراني المتكرّر لمحطة زابوروجيه قد يسبّب تسرّباً إشعاعياً.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الوكالة قولها في تقرير نشرته اليوم حول نتائج زيارة بعثتها إلى محطة زابوروجيه النووية: إن قصف المحطة قد يؤدّي إلى تلف المعدات المهمّة والتسرّب غير المحدود للمواد المشعّة.
وشدّدت الوكالة في تقريرها على ضرورة وقف قصف أبنية المحطة ومحيطها من الجيش الأوكراني من أجل الحفاظ على السلامة الفيزيائية لبنية المحطة النووية.
ودعت الوكالة إلى الالتزام والمساهمة في ضمان سلاسل إمداد فعّالة للسلامة النووية للمحطة في جميع الظروف بما في ذلك ممرات النقل الآمنة.
ولفتت إلى وجود نقص في وسائل وقنوات الاتصال، معتبرة أن هذا القصور “خطير” فيما يتعلق بالحفاظ على التشغيل الآمن للمحطة النووية.
وأوضحت الوكالة أنه منذ بداية الصراع كان هناك نقص في الوسائل وقنوات الاتصال، ولا يؤدّي هذا القصور الخطير إلا إلى تزايد المشكلات القائمة في الحفاظ على التشغيل الآمن والموثوق لمحطة الطاقة النووية مع الإشراف التنظيمي السليم وفي ضمان الاستجابة الفعّالة على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية والدولية لأيّ حدث في مجال السلامة النووية.
وأوصت الوكالة في تقريرها بتوفير وسائل اتصال موثوقة وفائضة عن الحاجة بما في ذلك الإنترنت أو الاتصالات عبر الأقمار الصناعية مع جميع المنظمات الخارجية اللازمة للتشغيل الآمن والموثوق للمرفق.
وأكدت أن ضمان التأهّب للاستجابة بفعالية لأي طوارئ نووية أو إشعاعية داخل الموقع وخارجه له أهمية قصوى في الظروف الحالية التي تهدّد باستمرار سلامة وأمن المحطة.
وقالت الوكالة: فقدت محطة الطاقة النووية عدة مرات كلياً أو جزئياً إمدادات الطاقة خارج المنشأة نتيجة الأعمال العسكرية في المنطقة، لذا نوصي باستعادة النسخ الاحتياطي لخط إمداد الطاقة خارج المنشأة وفقاً للمشروع وإتاحته في أي وقت وإنهاء جميع الأعمال العسكرية التي قد تؤثر في أنظمة إمداد الطاقة.
وأوصت الوكالة بالوقف الفوري لقصف المحطة والمناطق المجاورة، مؤكدة استعدادها الفوري لبدء المشاورات بشأن إنشاء منطقة آمنة حولها لمنع وقوع “حادث نووي” بسبب الأعمال العسكرية.
وفي تطوّر جديد، أعلن رئيس إدارة مدينة إنيرغودار الأوكرانية ألكسندر فولغا تسرّب زيت الوقود إلى القناة التي تزوّد محطة زابوروجيه للطاقة النووية بالمياه نتيجة القصف الأوكراني.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن فولغا قوله للصحفيين: خزان المازوت تحطم ما أدّى إلى تسرّب الوقود إلى القناة التي تزوّد المحطة بالمياه ويدرس الخبراء حالياً مكان الحادث من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق اليوم أن القوات الأوكرانية أطلقت 3 قذائف خلال يوم واحد بالقرب من محطة زابوروجيه وانفجرت إحداها بالقرب من وحدة الطاقة رقم 2.
وحتى لو كان تقرير الوكالة يشير ضمناً إلى إمكانية وضع المحطة تحت الإشراف الكامل لوكالة الطاقة الذرية، وإنشاء منطقة آمنة حول المحطة، بما في ذلك تدويل القضية، وهذا ربما يكون مطلوباً من الدول الغربية والنظام في كييف، غير أن حديث الوكالة بالنتيجة واضح في الإشارة إلى أن الجهة التي تتحمّل فعلياً مسؤولية استهداف المحطة هي الجيش الأوكراني، وهذا بالطبع يُسقط كل المحاولات الغربية السابقة لتحميل مسؤولية أيّ كارثة نووية لاحقة للجيش الروسي.
طلال ياسر الزعبي