موسكو تردّ على بوريل: النازية الحقيقية تزدهر في أوكرانيا بدعمك
البعث – وكالات:
لا يستطيع الساسة الغربيون إخفاء مشاعر الحقد التي يكنّونها لكل ما هو روسي على ظهر هذا الكوكب، ففي سياق حملة ممنهجة لشيطنة روسيا ونشر ظاهرة روسوفوبيا على أوسع نطاق في الغرب، وفي محاولة طبعاً للتبرّؤ مستقبلاً من التسبّب بالكوارث الاقتصادية التي جرّتها العقوبات الغربية على دول الاتحاد الأوروبي التي باتت تتخبّط تحت وطأة أزمة وقود وطاقة مرعبة، اتّهم المفوّض السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن، جوزيب بوريل، روسيا ونظامها السياسي بالفاشية، الأمر الذي استدعى ردّاً روسياً قاسياً على كل المستويات.
فقد توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكون جوزيب بوريل إلى جانب الانقلابيين التابعين للديكتاتور، فرانكو، إذا ما كان دبلوماسياً في ثلاثينيات القرن الماضي، نظراً لأنه يدعم الآن النازيين في أوكرانيا.
وقال بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الروسية: إن بوريل يُدلي بتصريحاته لا كدبلوماسي، وإنما كوزير للدفاع، وتابع: “إذا كان لدى بوريل ذرّة من ضمير، لكان عليه أن يستخلص الاستنتاجات الصحيحة، ويفهم أن النازية الحقيقية إنما تزدهر في أوكرانيا”.
يُذكر أن بوريل، قال في وقت سابق: “حتى الآن ليس لدينا خطة محدّدة حول كيفية هزيمة روسيا الفاشية ونظامها الفاشي. سُئلت عن هذا، لكن هذه ليست مهمّتي، مهمتي أكثر تواضعاً وهي مساعدة أوكرانيا…”، وهو ما قيل فيما بعد إنه خطأ في الترجمة.
من جانبها وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية بأنه “مثير للاشمئزاز وغير مقبول”، وتابعت: إن هناك محاولات للتنصّل من أقواله باعتباره خطأ في الترجمة، إلا أن الفيديو يثبت كلماته بما لا يدع مجالاً للشك.
ووصف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، كلمات بوريل بأن المفوّض السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن قد “شطب” نفسه كدبلوماسي.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن إجراءات مضادة للإجراءات التقييدية الأخيرة للاتحاد الأوروبي ضد الأفراد والكيانات الروسية، وسّعت بموجبها قائمة حظر دخول ممثلي مؤسسات الاتحاد إلى روسيا.
وقال بيان للخارجية الروسية: “ردّاً على الإجراءات المتوالية التقييدية ضد الأفراد والكيانات القانونية الروسية، تم اتخاذ قرار بتوسيع قائمة ممثلي مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، المحظور عليهم الدخول إلى أراضي بلدنا. تم تسليم مذكرة بهذا الخصوص من وزارة الخارجية الروسية إلى وفد الاتحاد الأوروبي في روسيا”.
وأوضح البيان الروسي أن القيود تسري بشكل خاص على “القيادة العسكرية العليا للاتحاد الأوروبي، والمسؤولين رفيعي المستوى في وكالات إنفاذ القانون في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وممثلي المنظمات التجارية الأوروبية في إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية المشاركة في توريد المنتجات العسكرية لأوكرانيا”.
وحذّرت الخارجية الروسية “المبادرين بالإجراءات المعادية لروسيا”، من أن أيّ أعمال غير ودّية ضد روسيا، سيجري باستمرار مواجهتها “بردّ قاسٍ من جانبنا”.
إلى ذلك، وتناغماً من النفس السائد في أوروبا تحت عنوان “روسوفوبيا”، وربما في إطار تسويق هذه الظاهرة على نطاق أوسع، صرّح نائب وزير الدفاع البولندي مارسين أوسيبا، بأن وزارة الدفاع تعكف على إصلاح القوات المسلحة تأهّباً لاشتباك محتمل مع روسيا.
وقال أوسيبا: “هناك خطر جدّي من اندلاع حرب مع روسيا في الفترة من 3 إلى 10 سنوات.. يجب أن نستغل هذا الوقت لإعادة تجهيز الجيش البولندي قدر الإمكان”.
ووفقاً لأوسيبا، فإن الإدارة العسكرية البولندية “تنفذ أكثر برامج التسلح طموحاً في التاريخ”، ومن المخطط شراء الدبابات ومدافع الهاوتزر الذاتية الدفع وراجمات الصواريخ والطائرات المسيرة، كما ستعمل وارسو على زيادة حجم الجيش إلى 300 ألف جندي في غضون عقد من الزمن.
وأشار أوسيبا إلى أنه على الرغم من ميزانية الدفاع “المتضخّمة بشكل قياسي” للعام المقبل، لن تكون هناك أموال حكومية كافية لتنفيذ جميع الخطط.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات البولندية عزمها رفع العدد الإجمالي للجيش إلى 400 ألف شخص، وقامت بشراء الطائرات القتالية وطائرات النقل والدبابات ومدافع وراجمات الصواريخ، ومضادات الطائرات، والأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ.
وصرّح السفير الروسي في وارسو سيرغي أندرييف، بأن روسيا لن تهاجم بولندا، وليس لديها سبب لتهديد أمنها، وشدّد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، على أن بولندا تتخذ “موقفاً جنونياً” تجاه روسيا.