مجلة البعث الأسبوعية

هبوط مياه نهري دجلة والفرات يكشف مواقع أثرية مغمورة بالمياه

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا

يظهر انحسار المياه العديد من المواقع الأثرية والقديمة الغارقة تحت نهري دجلة والفرات في سورية والعراق وتركيا. وكان تراجع منسوب المياه في بحيرة الأسد على نهر الفرات، في محافظة الرقة، كشف مؤخرا، عن مدفن أثري كبير.

والموقع، الذي يعود بتاريخه إلى الحضارة البيزنطية، يمتد على مساحات شاسعة على الضفة الشرقية لبحيرة الأسد، بدءا من وادي سهل الخشاب ومنطقة شمس الدين في ريف الرقة الشمالي الغربي، حتى الحدود الإدارية بين الرقة وحلب.

وقد كشف انخفاض مياه نهري دجلة والفرات خلال السنوات الثلاث الماضية عن العديد من المواقع الأثرية التي غرقت في مياه النهرين العابرين لسورية والعراق وتركيا.

ووصلت مستويات المياه في نهر الفرات إلى مستويات منخفضة بشكل خطير في السنوات الأخيرة. ويقل التدفق من تركيا باتجاه الأراضي السورية عن 200 متر مكعب في الثانية، وهو أقل من نصف الكمية المتفق عليها بين البلدين بموجب اتفاق وقع عام 1987.

ومع انخفاض منسوب المياه ظهرت في هذه المنطقة العديد من المقابر التي يعتقد أنها تضم ​​أيضا [مئات] الأديرة السريانية المسيحية. ويمكن رؤية المقابر التي لا تزال مغمورة بالمياه بوضوح عندما يكون الجو مشمسا ومياه البحيرة صافية”. وقد تم العثور على عدد قليل من المقابر على الضفة اليمنى للبحيرة في المنطقة الغربية من الرقة، لكن الضفة اليسرى “أكثر صخرية، مما يجعل من الصعب تنفيذ أعمال الحفر.

في تموز، كشفت المياه المتراجعة لنهر الفرات في مدينة عنه بالعراق عن مدينة تلبيس الأثرية. وأعلن عالم الآثار العراقي محمد جاسم، عن ظهور ما لا يقل عن 80 موقعا تاريخيا بسبب انخفاض منسوب المياه في سد حديثة.

في 6 حزيران، أعلنت دائرة الآثار في دهوك بإقليم شمال العراق عن اكتشاف مدينة من عصر الإمبراطورية الميتانية، تعود إلى 3400 عام، ظهرت عندما انحسرت مياه حوض نهر دجلة.

وقال مدير دائرة آثار دهوك، بيكس بريفكاني، للصحافيين في 6 حزيران أن المدينة، المعروفة تاريخيا باسم زاخيكو، ورد ذكرها في النصوص البابلية. وأشار إلى أنها تضم ​​قصرا والعديد من المباني الأخرى، بالإضافة إلى سور كبير، كما تم العثور على نصوص مسمارية.

في العام الماضي، أدى تراجع المياه في بحيرة سد كيبان على نهر الفرات في منطقة آجين شرقي تركيا إلى ظهور قلعة هاستك التاريخية، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بالقوارب.

وفقا لرئيس قسم التاريخ في جامعة فرات في تركيا، كوركماز سان، يُعتقد أن القلعة هي معبد يعود تاريخه إلى عصور ما قبل المسيحية، وهي تتكون من ثلاثة طوابق منحوتة داخل الصخور، مع نقوش يونانية على جدرانها الداخلية.

والمواقع الأثرية ليست جديدة. وقد ظهرت مواقع مماثلة في الثمانينيات عندما انخفض منسوب مياه بحيرة الأسد. وقد قدم اكتشاف موقع قرية المريبط، وهي تل استيطاني قديم يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، رؤى حول تطور الزراعة في المنطقة إلى جانب تأليه النساء في ذلك العصر.

ويعبر نهر الفرات سورية والعراق، ويتدفق نهر دجلة من تركيا إلى العراق.