إخفاقات متعددة لمنتخباتنا الوطنية بكرة السلة…وخطط اتحاد اللعبة مع وقف التنفيذ!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
باتت أحوال وأوضاع كرة السلة خلال العام الحالي مثيرة للاستغراب حيث أن نتائج المنتخبات الوطنية في أسوأ أوضاعها، في ظل غياب لمبدأ الثواب والعقاب من قبل القيادة الرياضية، في ظل وقوف اتحاد كرة السلة عاجزاً عن إيجاد مخرج حقيقي للأزمة التي تعاني منها اللعبة.
فمع بداية تشكيل اتحاد كرة السلة بسط أعضاءه على طاولة الإعلام الرياضي مشاريع وبرامج وخططاً استراتيجية طموحة، جعلت أشد المتشائمين يتفاءل بمستقبل وصورة مشرقة خلال العام الحالي، لكن مع مرور الوقت تلاشت الخطط والبرامج، وتاهت اللعبة في ظلام دامس، بعد أن أضحت بعيدة جداً عن متابعة الاتحاد الذي كان كشف عن حزمة أفكار وخطط طموحة للنهوض باللعبة بدءاً من اللجان الفرعية في المحافظات فتم توزع عليها الأعضاء لأداء أدوارهم، وبعد عدة أشهر، لم تقم أي لجنة بأداء المهام الموكلة عليها، ما اضطر الاتحاد لإعادة تشكيل بعض اللجان وتم تقليص عددها، والأمر نفسه انطبق على عمل لجان الاتحاد الرئيسية.
تخبط وعشوائية
لا يختلف اثنان على أن هناك حالة من التخبط في إدارة شؤون الاتحاد، فالأعضاء ليسوا على قلب رجل واحد، بل يحاول كل منهم دفع الأخطاء صوب الآخر، وعدم التفرغ للعمل سمة تجمع عدد كبير منهم، وغياب التخطيط لمواعيد البطولات والمسابقات يساعد في بقاء الأمرعلى حاله، ولا أدل من ذلك سوى التعاقد مع عدد من المدربين لقيادة منتخبنا الوطني الأول في التصفيات المونديالية والآسيوية واللتين خرجنا منهما بخفي حنين، حتى المدرب الإسباني الذي قاد منتخبنا تحت 19 سنة سرعان ما تخلى عنه الاتحاد بعد شهرين من التعاقد معه.
غياب للإنجازات
الإنجازات على صعيد الأندية والمنتخبات الوطني لم تكن موجودة في العام الحالي، رغم أن اتحاد اللعبة أكد وفي أكثر من مؤتمر صحفي أن طموح الاتحاد الوصول لكأس العالم وأن منتخبنا سيكون بين الأربعة الأوائل على القارة الآسيوية، لكن الذي حصل أن سلتنا خرجت من الدور الأول للتصفيات بخسارات (مذلة) على أرضنا وبين جماهيرنا، ولم نوفق في آسيا سوى بتحقيق فوز يتيم!
كذلك كان الحال بالنسبة لمنتخب الناشئين الذي شارك ببطولة غرب آسيا ولم يحقق أي فوز، ومن جهته منتخب الشباب تحت 19 سنة تأهل بأعجوبة للنهائيات الآسيوية التي أقيمت في إيران، وظهر في النهائيات كحملٍ وديع دون أن يحقق أي انتصار، وعوضاً عن قيام الاتحاد بدراسة نتائج الفرق وتحليلها قرر حل المنتخبات والأجهزة الفنية والتدريبية.
سلتنا الأنثوية هي الأخرى لم تكن أفضل حالاً وباستثناء مشاركة منتخبنا الوطني للناشئات في بطولة آسيا المستوى الثاني، والتي وصل فيها إلى المباراة النهائية، فإن المستوى الفني العام لم يكن كما يتمنى الشارع الرياضي، ولعل البسمة الوحيدة تمثلت بحلول سيدات نادي الثورة بمركز وصافة في بطولة الأندية العربية.
اعتذارات بالجملة
يبدو أن الخوف من عدم تحقيق نتائج جيدة هو الذي جعل الاتحاد يعتذر عن الكثير من المشاركات، وأهمها عدم المشاركة في البطولة العربية للمنتخبات التي أقيمت في الإمارات متذرعاً بحجج واهية، هذا الاعتذار كلف خزينة الاتحاد مبالغ مالية بالعملة الصعبة كعقوبة من قبل الاتحاد العربي خاصة وأن اتحادنا كان قد ثبت المشاركة بالبطولة واعتذر قبل يومين من انطلاقتها، كذلك اعتذر عن المشاركة في بطولة العرب لمنتخبات الشباب، وأخر الاعتذارات كانت عن بطولة آسيا للشابات تحت 18 سنة.
الأمر الذي جعل كوادر اللعبة تتساءل: كيف ستتطور اللعبة وكيف سيعرف الاتحاد أين موقعنا على خارطة اللعبة طالما سياسة الاعتذارات مستمرة؟، كما أن بعض الكوادر أشارت إلى أن سبب الاعتذار عن كل تلك البطولات يتحمله رئيس الاتحاد، فهو الذي قرر عدم المشاركة دون طرح ذلك على أعضاء الاتحاد.
ضعف الأندية
لا شك أن تراجع اللعبة وضعف قواعدها يعود سببه في الدرجة الأولى للأندية التي باتت تبحث عن إنجازات” مسبقة الصنع” عبر جعل أفضل اللاعبين واللاعبات يتجمعون في نادٍ أو اثنين ممن يمتلكون “المال” حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة اللعبة ، ما أفقد الدوري نكهته التنافسية وانحصرت المنافسة بين فرق محددة، وهناك أمثلة كثيرة على كلامنا لذلك يجب على اتحاد السلة إعادة النظر في التعاقدات ووضع حد لحالات الشطط فيها، ليتم تحقيق التوازن بين الأندية إضافة إلى إمكانية إيجاد نظام دوري يتناسب مع جميع الأندية مع دعم الفرق الضعيفة بالخبرات أو بالتجهيزات أو بالسيولة المادية.
رعاية حقيقة!
الكابتن هيثم جميل المدير الفني لفريق الكرامة أكد لـ “البعث الأسبوعية” أن السؤال الذي يجب أن يطرح على المعنيين: ماذا قُدم للمنتخبات الوطنية حتى نحصل منها على نتائج؟ وهذا التساؤل ليس فقط على مستوى اتحاد كرة السلة فقط بل على مستوى الأندية.
وأشار جميل إلى أن العمل يجب أن يبدأ بالشكل الصحيح عبر دعم الفئات العمرية بالأندية لنحصل على منتخبات وطنية قوية كون أغلب الأندية ليست لديها الإمكانيات المادية للمشاركة بكافة المسابقات وبكافة الفئات .
وبيّن جميل أن اللاعبين يتحملون مسؤولية كبيرة في تراجع اللعبة فتدريب لمدة شهر واحد مع المنتخب الوطني لا يكفي، وتمرين واحد باليوم مع النادي لا يكفي، مضيفاً: الأجواء الحالية غير مناسبة لتطوير اللاعبين خاصة لاعبي منتخباتنا الوطنية، فالمستوى المهاري والفكري والتكتيكي ضعيف مقارنة بدول الجوار الذي يمتلكون مقومات مالية ولوجستية غير متوفرة في سلتنا.
وشدد جميل على أن اللعبة متراجعة بدءاً من الأندية التي تدعم المنتخبات الوطنية مروراً بالاتحادات التي تعاقبت على قيادة السلة السورية ولم تواكب التطور.