بإيعاز من “الناتو”.. كييف تكثّف قصفها للمناطق المحرّرة لعرقلة الاستفتاء
موسكو – تقارير:
في محاولة بائسة من النظام الأوكراني ومشغّليه في حلف شمال الأطلسي “ناتو” لعرقلة عملية الاستفتاء الجارية الآن في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه، كثّف الأخير قصفه الصاروخي والمدفعي على هذه المناطق، وذلك لأن انضمام هذه المناطق فعلياً إلى الأراضي الروسية يعني أن استخدام أسلحة الناتو مجدّداً في قصفها سيجعل الحلف طرفاً مباشراً في الحرب، وهذا ما لا يرغب به الحلف الذي يفضّل طبعاً محاربة روسيا بالوكالة عبر استخدام الجيش الأوكراني لهذه المهمة، وبالتوازي يواصل الجيش الأوكراني قصف الطواقم الصحفية لمنع نقل رغبة السكان المحليين في الانضمام إلى روسيا، فضلاً عن ممارسة بعض الدول الغربية ضغوطاً على مواطنيها الذين يراقبون عملية الاستفتاء.
وقد بدأ الاستفتاء على انضمام هذه المناطق إلى روسيا يوم الجمعة وسيستمر التصويت لمدة خمسة أيام حتى 27 أيلول.
وفي هذا السياق، قالت قيادة قوات جمهورية دونيتسك الشعبية: إن قصف القوات الأوكرانية لأراضي الجمهورية خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفر عن مقتل أحد المدنيين.
وأشارت القيادة في بيانها اليوم، إلى أن 8 مدنيين أصيبوا كذلك بجروح نتيجة القصف الأوكراني.
وأضاف البيان: “على مدار اليوم الماضي، واصلت القوات المسلحة الأوكرانية قصفها لأراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، ونجم عن ذلك مقتل شخص واحد، وإصابة ثمانية من المدنيين بجروح”.
وفي سياق متصل: قالت القيادة: إن الفصائل الأوكرانية المسلحة قصفت منطقة كيروفسكي في مايكيفكا، واستهدفتها بثلاث قذائف مدفعية من عيار 155 مم، كما قصفت القوات الأوكرانية المركز السكني غولموفسكي بخمس قذائف مدفعية من عيار 152 مم، وتم قصف منطقة كويبيشيفسكي في مدينة دونيتسك بأربع قذائف مدفعية من عيار 155 مم، وبعد ذلك بعشرين دقيقة تعرض المركز السكني زايتسوفو للقصف بخمسة قذائف من العيار نفسه”.
يشار إلى أن جيوش دول الناتو، تستخدم المدفعية من عيار 155مم. وقامت أوكرانيا بتصميم مركبة مدفعية ذاتية الحركة تحت اسم “بوغدان” من عيار 155مم، وأنتجت منها نسخة واحدة فقط.
وسبق للولايات المتحدة، أن زوّدت سلطات كييف، بمدافع هاوتزر البعيدة المدى من عيار 155 مم من طراز M-777، وتقوم القوات الأوكرانية باستخدامها بشكل مكثف لقصف المدن، بما في ذلك دونيتسك، ما يؤدّي إلى مقتل المدنيين.
إلى ذلك، قال فلاديمير روغوف عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيه: إن على المستشار الألماني أولاف شولتس التدخل ومنع استمرار الضغط على مواطن ألماني شارك في مراقبة الاستفتاء.
وأضاف روغوف: “نطالب السيد شولتس بالتدخل لوقف ما يتعرّض له المواطن الألماني ستيفن برونو شالر، الذي جاء إلينا طوعاً كمراقب وعلى نفقته الخاصة مستخدماً إجازته في العمل، والآن تمارس ضغوط على ربّ عمله، فقط لأنه قرّر مشاهدة كيف سيعبّر المواطنون في بلادنا عن إرادتهم خلال التصويت في الاستفتاء”.
وشدّد روغوف على أن شالر شارك في أوقات مختلفة بمراقبة الانتخابات في مختلف دول العالم، وحضر هذه المرة إلى زابوروجيه، بعد سماعه بأن السلطات تجبر المواطنين على المشاركة في الاقتراع وتصادر الوثائق الثبوتية من الذين رفضوا التصويت.
وقال روغوف: “هنا تمكّن بنفسه، من التحقق من أن هذه كذبة فاضحة ونتاج للدعاية الأوكرانية المسعورة”.
وتفيد نتائج استطلاع المصوّتين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، بأن أغلبيتهم الساحقة في مقاطعة زابوروجيه في اليوم الأول، صوّتت لمصلحة الانضمام إلى روسيا.
وقالت دراسة أجراها معهد القرم الجمهوري للدراسات السياسية والاجتماعية: “من بين الذين شاركوا في التصويت خلال الاستفتاء: 93 في المائة صوّتوا لمصلحة انضمام مقاطعة زابوروجيه إلى روسيا الاتحادية؛ وسبعة في المائة – يؤيّدون الوضع الأوكراني لهذه المنطقة”.
وذكرت الدراسة، أنه تم استطلاع رأي الناخبين، عند خروجهم من مراكز التصويت وبواسطة الهاتف أيضاً. وشارك في الاستطلاع 500 شخص.
من جهتها، قالت وزارة أمن الدولة بجمهورية لوغانسك الشعبية: إنها تمكّنت من منع تنفيذ هجمة إرهابية خططت لتنفيذها المخابرات الأوكرانية عشية الاستفتاء حول انضمام الجمهورية إلى روسيا الاتحادية.
وأضافت الوزارة في بيانها: “تمكّنت وزارة أمن الدولة من منع تنفيذ هجمة إرهابية، خططت لتنفيذها أجهزة الأمن الأوكرانية، عشية الاستفتاء على انضمام جمهورية لوغانسك الشعبية إلى روسيا الاتحادية ككيان فيدرالي”.
وأشارت الوزارة كذلك، إلى أن المخابرات الأوكرانية، خطّطت أيضاً لتنفيذ عمليات اغتيال مسؤول رفيع المستوى في الجمهورية عن طريق التسميم.
جاء ذلك بينما أفادت السلطات المحلية بمقتل شخصين بضربة صاروخية أوكرانية استهدفت فجر اليوم الأحد فندقاً في وسط مدينة خيرسون يقيم فيه إعلاميون، بمن فيهم فريق مراسل RT العسكري مراد غادزييف.
ووثق غادزييف آثار القصف في فيديو يظهر الدمار في غرفته والغرف المجاورة.
وأكد المراسل أن جميع أفراد الفريق سالمون، مضيفاً: إن المصوّر ميخائيل وجد نفسه محصوراً بين ألواح خرسانية، لكنه نجا بأعجوبة ولم يُصب بأذى يذكر.
وأشار المراسل إلى أنه بعد الانفجار ساعد أفراد فريقه في انتشال المصابين من تحت الأنقاض في الغرف المجاورة، التي تم العثور في إحداها على قتيلين اثنين.
وأضاف: إن الانفجار ألحق أضراراً بالسيارات المركونة بجوار الفندق، بما فيها سيارة دفع رباعي تابعة لفريق RT.
ونقلت وكالة “نوفوستي” عن مصدر في خدمة الطوارئ أن القوات الأوكرانية قصفت فندقاً يقع في وسط خيرسون براجمات الصواريخ “هيمارس” فجر اليوم.
وأكّد المصدر، أن الفندق كان فيه مدنيون فقط ولم تكن هناك أسلحة أو معدات عسكرية.
وأضاف: إن الهجوم خلّف قتيلين على الأقل، أحدهما، حسب المعلومات الأولية، هو النائب السابق في البرلمان الأوكرني أليكسي جورافكو.