مهرجان السويداء المسرحي السادس… كسر التقليد على الخشبة
السويداء – رفعت الديك
انطلقت على مسرح المركز الثقافي العربي بمدينة السويداء فعاليات مهرجان السويداء المسرحي السادس الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة السويداء.
وفي كلمة الافتتاح بينت مديرة ثقافة السويداء ليلى أبو فخر أن المهرجان يعبر عن إرادة الحياة بشكلها الأجمل والأرقى وتتمثل قدرته والأجناس الإبداعية الأخرى في غرس قيم الحق والخير والجمال مشيرة إلى أن المسرح حاجة فكرية ملحة من حاجاتنا الحضارية والإنسانية، والشعب السوري من خلال هذا المهرجان يثبت أنه شعب حي وقادر على العطاء.
بدوره، أوضح الفنان رفعت الهادي مدير المسرح القومي في السويداء أن متعة المسرح تتمثل في قدرته على مس شغاف القلوب ببساطة وتحقيق أثر فكري يُحفر عميقاً في الوجدان مبيناً أن المسرح ليس متحفاً للتراث وليس مختبراً للتجارب وإنما هو توازن بين الحداثة والأصالة ويعيد إنتاج تراث الماضي برؤية وإسقاط معاصرين ويعالج قضايا الراهن بجرأة غايتها الإصلاح البناء، لافتا إلى أن المسرح مرهون بإرادة الشباب، ولنشعل للمسرح أصابعنا شموعاً لدحر قوى الظلام ولنعش سحر المسرح لأنه سينعش حياتنا ويضيء أرواحنا ليعمر طويلاً في الذاكرة، ويصنع مستقبل الأمة.
الافتتاح كان بمسرحية “وصيّفنا” التي استطاع مخرجها فراس حاتم كسر التقليد على خشبة المسرح باعتماده على لوحات متصلة منفصلة حاكت الواقع الذي نعيشه من منظوره الإنساني بأسلوب حداثي تعمد فيه الخلط بين الإيماء والصوت مصوراً في لوحته الأولى الرتابة التي ترافق حياتنا ضمن مشهد الفوضى العام والتحولات اللامنطقية، لتتلاحق اللوحات متنقلة بين عدة جوانب من حياتنا اليومية والمعيشية وانعكاساتها على إنسانيتنا التي تشوه جزء كبير منها بالجموح إلى عوالم تخالف الشكل الطبيعي في ظل وجود مقدمات لا يمكن أن تفضي إلا إلى هذه النتائج وتميز العمل بروح الفريق والانضباط والانسجام مع تفرد كل شخصية برسم ملامح خاصة دقيقة تتماهى مع المنتج العام لتكسبه نكهات مختلفة تذوب معاً لتوصل صورة جديدة متميزة مفعمة بروح الشباب.
يقول مخرج العمل أن العرض كان نتاج ثلاث ورشات مسرحية استقطبت أفكارها من حياه المشاركين وأوجاعهم حيث قام المخرج بتحويل هذه الأفكار إلى عمل مسرحي يحاكي في مضمونه فكرة السفر والحب ويجيب عن تساؤلات حول معاني الاغتراب وعلاقته بالحب والانتماء.
بدوره عبر الفنان ثائر حذيفة عن إعجابه بجمهور السويداء الذي كان متواجدا ومتفاعلاً مع التشكيلات البصرية ومع الأغاني التي اعتمد عليها المخرج في شرح الحالة وإيصالها للجمهور وقد اعتمد على أدوات فنية ارتقت إلى ذات المستوى الوجداني والعاطفي الذي نبع منه العمل وأجمل ما يميز العرض حسب حذيفة هو الأداء الصامت الذي ترك المجال لخيال المتلقي للذهاب باتجاهات متعددة وإسقاطات مختلفة تلامس الواقع عبر التشكيلات البصرية التي كانت واضحة في رسالتها.
وتشمل فعاليات المهرجان ستة عروض هي “النافذة” من إخراج هاني الأطرش، و”ليسيلوت في أيار” إخراج جراز أبو سعد، والثلاثاء عرض “نوافذ موسدة” من إخراج ثائر حديفة، والأربعاء “صنع في الجحيم رقم 2” إخراج عمرو أبو سعد، والخميس “تاء التأنيث الساخطة” من إخراج وليد العاقل، واليوم الأخير الجمعة عرض “كعنترة وهبلة” إخراج حنين البعيني. وتبدأ جميع العروض الساعة السادسة مساء، بالإضافة لتوزيع الجوائز وشهادات التقدير على الفرق المسرحية المشاركة وجلسات حوار حول العروض.
يشار إلى أنه هناك العديد من النشاطات المرافقة للمهرجان تتضمن ورشة عمل في إعداد الممثل طيلة أيام المهرجان بإشراف الدكتور أدهم الهجري، عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي للفنون المسرحية، بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً، ويوم الاثنين 26 أيلول الساعة 12 ظهراً ندوة فكرية بعنوان “فن كتابة النص المسرحي” للدكتور ثائر زين الدين وزياد كرباج وهيثم أبو سعيد، ويوم الأربعاء ندوة فكرية بعنوان “تجليات المسرح السوري المعاصر” يقدمها وجدان أبو محمود، فايز عزالدين، فرحان الخطيب، ويذكر أن مهرجان السويداء المسرحي الأول أقيم في تموز 2016 بمشاركة ست فرق مسرحية وتم خلاله تقديم ستة عروض مسرحية.