الغرب يثير أزمة غذاء عالمية
تقرير إخباري:
أن يتمّ حجب كميات هائلة من الحبوب والأسمدة عن الأسواق العالمية تحت عنوان مخادع: العقوبات الغربية على روسيا، ذلك أمر مثير للرعب فعلاً إذا ما قيس إلى حاجة الدول في العالم الثالث إلى رغيف الخبز، حيث بلغ انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة مرحلة تهدّد بدخول دول جديدة في العالم فخ المجاعة، فقد أكدت تقارير أممية عديدة أن عوامل عديدة كانعدام الأمن والصدمات المناخية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، تؤدّي أصلاً إلى انعدام الأمن الغذائي، فكيف إذا أضيفت إلى ذلك عوامل مصطنعة كالعقوبات الاقتصادية المفروضة على أكبر منتجي القمح في العالم.
ومن هذا الباب، اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية بممارسة خداع وسياسة جشعة، مؤكداً أن الحبوب المصدّرة من أوكرانيا لا تصل إلى أفقر دول العالم.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اجتماع حكومي اليوم حول تنمية القطاع الزراعي في البلاد: إن “الغرب يثير أزمة غذاء عالمية، إذ إن وضع الإمدادات الغذائية إلى أفقر دول العالم لا يتغيّر، وهذه خدعة كاملة من الغرب”.
وأضاف: إن روسيا تطرّقت إلى هذه المسألة عدة مرات، لكنها لم تجِد آذاناً مصغية من أحد، وقال بوتين: “نتحدّث عن ذلك، لكن كل هذا عبث لا أحد يسمع”.
ووفقاً للرئيس الروسي فإنه بحلول 23 أيلول الجاري (2022) أربع سفن فقط اتّجهت إلى أفقر البلدان بموجب برنامج الأمم المتحدة من أصل 203 سفن غادرت موانئ أوكرانيا، وهذا يعني أن هناك عملاً ممنهجاً تمارسه الدول الغربية لسرقة القمح الأوكراني رغم أنها تنتج هي الأخرى هذا المحصول أيضاً.
وأشار بوتين إلى أن إنتاج روسيا من الحبوب، بما في ذلك القمح، قد يتجاوز هذا العام 150 مليون طن وهو مستوى قياسي بما يغطي الاحتياجات المحلية بالكامل ويزيد للصادرات، مؤكداً أن العقوبات لا تزال تعيق تصدير الحبوب والأسمدة من روسيا، الأمر الذي يهدّد بأزمة غذاء عالمية.
وإذا كان الحامل الأساسي للزراعة وهو الأسمدة يخضع للعقوبات الغربية، ويتم منعه بشكل متعمّد عن الأسواق العالمية وخاصة الدول النامية التي تعتمد بشكل كامل على الزراعة، فإن منظومة الأمن الغذائي كلها باتت مهدّدة بالزوال.
حديث بوتين تقاطع إلى حدّ ما مع حديث المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا، اليوم الثلاثاء، التي حذّرت من أن العالم مقبل على “ركود عالمي” في وقت يواجه فيه “أزماتٍ متعدّدة”.
وقالت أوكونجو إيويالا لدى افتتاح المنتدى العام السنوي للمنظمة في جنيف: إن التوقعات كانت تشير من قبل إلى “انتعاش في مرحلة ما بعد الوباء.. لكن علينا الآن أن نواجه بوادر ركود قادم”، مشدّدة على أنه “ركود عالمي”.
وأكدت “أعتقد أن هذا ما نتجه إليه. لكن في الوقت نفسه، علينا أن نبدأ التفكير في الانتعاش. علينا العودة إلى النمو”، مشيرة إلى أن الوضع “صعب جداً إذ يواجه العالم أزماتٍ متعدّدة، منها انعدام الأمن والصدمات المناخية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي صدمات خارجية متزامنة تضع العالم في موقع هشّ”.
وأضافت: “علينا التفكير في ما يترتب علينا القيام به، في السياسات الواجب اتباعها للعودة إلى النمو”، معتبرة أن الأمر الأكثر إلحاحاً على المدى القريب هو معرفة “كيفية ضمان الأمن الغذائي” في العالم، ومبدية قلقها كذلك حيال مسائل الوصول إلى الطاقة.
كذلك شدّدت على أهمية أن تحدّد المصارف المركزية إن كان التضخم ناجماً عن الطلب القوي أو عن أسباب بنيوية من جهة العرض، محذّرة من أنه “إذا كان الأمر يتعلق بعوامل على ارتباط بالعرض لا يمكن السيطرة عليها، عندها فإن الاستمرار في زيادة معدلات الفائدة سيأتي بمفعول عكسي”.
ورغم جميع التحذيرات من حالة ركود عالمية على خلفية الأزمات المتعدّدة التي تضرب الاقتصاد العالمي، وخاصة أزمة الوقود والأسمدة، إلا أن الغرب لا يزال يصمّ آذانه عن سماع ذلك، الأمر الذي يؤكّد أن انعدام الأمن الغذائي مقصود لذاته لحاجة في نفس الغرب الرأسمالي، ويتم استخدام العقوبات الغربية على موسكو عنواناً للتضليل والتعمية على الهدف الأساسي وهو ربما تخفيض عدد سكان العالم بشكل قسري، الأمر الذي أشار إليه المسؤولون الروس غير مرة.
طلال ياسر الزعبي