“غاز بروم” توقف ضخّ الغاز الروسي عبر “السيل الشمالي”.. والكرملين لا يستبعد عملاً تخريبياً
موسكو – تقارير:
ربما بدأت الرغبات الأمريكية في حرمان أوروبا من الغاز الروسي وإجبارها على استجداء واشنطن لتأمينه لها من خلف المحيط تتحقّق بعد تأكد وجود عمل تخريبي أدّى إلى توقف ضخ الغاز الروسي عبر السيل الشمالي، وذلك أن واشنطن لا تنتظر كثيراً حتى تبدي رغبتها بتعويض أوروبا عن فاقد الغاز الناتج عن عمل تخريبي أصاب خط الغاز، بينما أشار الكرملين بوضوح إلى وجود عمل تخريبي أدّى إلى تسرّب الزيوت، الأمر الذي أكده من جهة أخرى علماء جيولوجيا سويديون.
وفي التفاصيل، أعلنت شركة “غازبروم”، أن ضخّ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر “السيل الشمالي” توقّف بشكل تام، وسيستمر الأمر كذلك حتى يتم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمعدات.
وفي الوقت نفسه، بقي ضخّ الغاز عبر أوكرانيا في 27 أيلول كما كان سابقاً “حوالي 42.4 مليون متر مكعب يومياً”.
وذكرت الشركة الروسية، أنه خلال صيانة آخر وحدة ضخّ غاز كانت تعمل في “السيل الشمالي”، تم اكتشاف تسرّبات للزيوت ولذلك تم وقف ضخ الغاز عبر الخط بشكل تام، حتى تتم إزالة الأعطال.
ووفقاً للمعلومات الواردة من شركة سيمنس، لا يمكن التخلص بشكل تام من تسرّب الزيت في وحدة الضخّ إلا في مؤسسة متخصصة في إصلاح مثل هذه الأعطال.
وفي وقت سابق، قال رئيس شركة “غازبروم” أليكسي ميلر: إن شركة سيمنس حالياً لا تملك عملياً أي إمكانية لإصلاح وحدات الضخ في الخط بشكل دوري، وليس لديها مكان للقيام بذلك.
وأشار ميلر إلى أن الدول الغربية، فرضت قسطاً هائلاً من العقوبات، وبسبب ذلك أصيبت بالارتباك وسقطت في فخّ العقوبات الذي نصبته لروسيا.
المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، علّق اليوم الثلاثاء، على مسألة حدوث أعطال في خطوط أنابيب “السيل الشمالي”، التي أثارت الكثير من التساؤلات، مشيراً إلى أن الأعطال في خطوط أنابيب “السيل الشمالي” قد تكون نتيجة أعمال تخريبية.
وأبدى المتحدث قلق الكرملين بشأن المعلومات حول حالة الطوارئ في خطوط أنابيب “السيل الشمالي”، معتبراً أن انخفاض الضغط على خطوط “السيل الشمالي” وضع غير مسبوق ويتطلب تحقيقاً عاجلاً، ومؤكداً أن حالة الطوارئ في خطوط “السيل الشمالي” هي قضية تتعلق بأمن الطاقة في القارة بأكملها.
ومساء أمس الاثنين، أعلن المشغل انخفاض الضغط في خط الأنابيب “السيل الشمالي-1″، وهو مسار يتم ضخ الغاز عبره من روسيا إلى أوروبا، وفي اليوم نفسه تم الإعلان عن انخفاض الضغط أيضاً في “السيل الشمالي-2″، وهو مسار جاهز كي يتم ضخ الغاز عبره، لكن لا يتم ذلك بعد أن تخلت ألمانيا عن المشروع وأوقفت إجراءات التصديق.
وتمتد خطوط أنابيب “السيل الشمالي” من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق، وتمر بالمياه الاقتصادية للدنمارك وفنلندا والسويد. ووقعت الأعطال بالقرب من جزيرة بورنهولم.
وفي وقت سابق اليوم، أوصت السلطات البحرية السويدية، السفن بالابتعاد عن منطقة تسرّب الغاز في “السيل الشمالي” لمسافة 5 أميال، كذلك تم تحديد ارتفاع آمن للطائرات يبلغ 1000 متر.
وأعلنت وكالة الطاقة الدنماركية تسجيل تسرّب للغاز في “السيل الشمالي-2″، وفرض طوق عازل بمحاذاة منطقة التسرّب.
إلى ذلك، رصد علماء الزلازل السويديون وقوع انفجارين في 26 أيلول، على مسار خطوط أنابيب “السيل الشمالي 1-2”.
وأكد بيورن لوند المتحدث باسم مركز الزلازل السويدي لقناة “SVT” التلفزيونية السويدية: “ما من شك في أن انفجاراتٍ قد حدثت”.
وقال كارل فريد كليبيرج، الصحفي بالقناة نقلاً عن بيانات من مركز الزلازل في السويد: يوم الاثنين 26 أيلول، تم تسجيل انفجارين قويين تحت الماء في منطقة تسرّب الغاز من أنابيب “السيل الشمالي 1 و2”.
وأبلغت السفن المارة في المنطقة خفر السواحل باشتعال النيران على سطح البحر، وأكد لوند عدم وجود تدريبات عسكرية في منطقة الحادث، مما قد يتسبّب نظرياً في إتلاف خطوط الأنابيب.
وفي خبر لافت، أبدى البيت الأبيض اليوم الثلاثاء استعداده لدعم الأوروبيين بعد تسرّب الغاز من “نورد ستريم 1 و2”.
وعلّق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي على تسرّب الغاز من أنبوبي نفط نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق، بالقول: إن “شركاءنا الأوروبيين يجرون تحقيقاً.. نحن مستعدون لدعم جهودهم”.
ورفض جون كيربي “التكهّن” بأسباب هذا التسرّب من أنابيب نفط أساسية لتسليم الغاز الروسي إلى دول أوروبا.
وصرّح بأن ما حصل “يعكس أهمية جهودنا المشتركة لإيجاد إمدادات غاز بديلة لأوروبا”.
وكانت صحيفة Tagesspiegel قالت في وقت سابق: إن سبب انخفاض الضغط في خطوط أنابيب نقل الغاز “السيل الشمالي” و”السيل الشمالي-2″، قد يكون ناجماً عن أعمال تخريبية تم تنفيذها بشكل متعمّد.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر لم تكشف هويتها، أنه في كلتا الحالتين، بدأ تحقيق في أسباب الحادث، وتشارك فيه الهيئات الأمنية الفيدرالية الألمانية.
وقال مصدر مطلع للصحيفة: “لا يمكننا تخيّل سيناريو، لا يتضمّن عملاً تخريبياً مقصوداً. كل الأمور تشير إلى أنه لا مكان للمصادفة هنا”.
وشدّد المصدر، على أن هذا العمل التخريبي المحتمل، ليس بالبسيط ويحتاج تنفيذه إلى عملية تحضير دقيقة باستخدام قوات خاصة على سبيل المثال غطاسين أو غواصة.