أخبارصحيفة البعث

زاخاروفا: حادث التسرّب وقع في منطقة سيطرة الاستخبارات الأمريكية

موسكو – تقارير:

كل الأدلّة المتوفّرة حتى الآن حول حادثة تسرّب الغاز في خطَّي السيل الشمالي تشير إلى التورّط الأمريكي المباشر في ذلك، حيث سبق للإدارة الأمريكية أن هدّدت بإزالة أحد الخطين، كما أن شكر وزير الخارجية البولندي السابق الإدارة الأمريكية بعد الحادثة كان واضحاً في إشارته إلى ذلك، حيث يبدو منذ بداية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا أن واشنطن تسعى لجعل الدول الأوروبية سوقاً للسلاح الأمريكي وليس فقط النفط والغاز، وبالتالي ليس من الصعب أن توجّه أصابع الاتهام إليها.

فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم أن حادث تسرّب الغاز من خطوط “السيل الشمالي” وقع في المنطقة التي تسيطر عليها الاستخبارات الأمريكية.

ونقلت وكالة تاس عن زاخاروفا قولها في مقابلة على قناة “سلوفيوف لايف” تعليقاً على حوادث تسرّب الغاز في خطي “السيل الشمالي1″ و”السيل الشمالي 2”: إن المسؤولين في واشنطن أكدوا مطلع هذا العام أن “السيل الشمالي 2” لن يدخل الخدمة أبداً، مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإصدار ردّ حول ما إذا كانت واشنطن نفّذت تهديدها بشأن خطوط الأنابيب يومي الـ25 والـ26 من أيلول الجاري.

وأوضحت زاخاروفا أن حوادث التسرّب وقعت في المنطقة التجارية والاقتصادية لكل من الدنمارك والسويد، مضيفة: إن هاتين الدولتين متمركزتان حول حلف شمال الأطلسي وممتلئتان بالأسلحة الأمريكية، وهما خاضعتان بالكامل لأجهزة الاستخبارات الأمريكية.

وقالت زاخاروفا: إن “على واشنطن أن تشرح السبب وراء هذه الحوادث والاعتراف بالتورّط فيها”.

وأضافت: إن “على الولايات المتحدة أن تشرح موقفها وأن تعترف بدلاً من أن تفوّض ذلك لوزير الخارجية البولندي السابق والنائب في البرلمان الأوروبي رادوسلاف سيكورسكي، الذي شكر الولايات المتحدة من صميم قلبه على الحادث الذي وقع في خط أنابيب الغاز الروسي”.

وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صرّح في وقت سابق اليوم بأن روسيا تعدّ مثل هذا الحادث هجمة إرهابية، وقال: لا يمكن أن يحدث “دون تورّط بعض الدول”، مطالباً بتحقيق دولي عاجل بتعاون عدد من الدول حيث وصف الوضع بالخطير للغاية.

من جهتها، أكدت البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن أن روسيا مصرّة على توضيح ظروف الهجمات غير المسبوقة على خطوط أنابيب الغاز الروسية “السيل الشمالي 1″ و”السيل الشمالي 2”.

وقالت البعثة في بيان نقلته وكالة تاس: “إن البحرية الأمريكية قامت بنشاط قبل يوم من وقوع الحادث في المنطقة نفسها، إضافة إلى تحليق مسيّرات ومروحيات أمريكية”، مذكّرة بتصريحات ووعود للرئيس الأمريكي بـ”إنهاء” مشروع السيل الشمالي 2″.

وأضافت البعثة: “إن التفكير في هذا الحادث يطرح السؤال الرئيسي: من الذي يستفيد من تعطّل خطوط الأنابيب؟ والجواب هنا واضح”، لافتة إلى أن الأمريكيين قرّروا التضييق على روسيا كمنافس لهم، وذلك باستخدام أساليب وعقوبات ودفع حلفائهم إلى استخدام موارد الطاقة الغالية والمضرة بالبيئة.

وشدّدت البعثة على ضرورة إجراء دراسة شاملة وموضوعية لظروف الهجمات غير المسبوقة على أنابيب الغاز الروسية، كما دعت إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي.

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام سويدية أن خفر السواحل السويدي رصد نقطة تسرّب غاز رابعة من أنابيب “السيل الشمالي” الممتدة من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.

وحسب صحيفة سفينسكا داجبلاديت السويدية قالت المتحدثة باسم خفر السواحل جيني لارسون: إن اثنين من التسرّبات الأربعة موجودان في المنطقة الاقتصادية الخالصة للسويد والتسرّبان الآخران موجودان في المنطقة الاقتصادية الخالصة للدنمارك.

وكانت السلطات السويدية أعلنت الإثنين الماضي أن حادث تسرّب الغاز من خطوط الأنابيب الروسية “السيل الشمالي1 و2” في مياه السويد والدنمارك ناجم عن انفجارات قد تكون تخريبية.