استشهاد شاب في نابلس والاحتلال يستهدف الأطفال والطواقم الصحفية
الأرض المحتلة – تقارير:
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على أهالي الضفة الغربية، واليوم وفي جريمة جديدة ارتكبتها قواته استشهد شاب شرق نابلس، وقامت قوات الاحتلال باستهداف الصحفيين بالرصاص الحي للتغطية على عدوانها على المدينة، كما هاجمت طلبة المدارس أثناء مغادرتهم إلى منازلهم في الخليل بقنابل الغاز، بينما اقتحمت منزل محافظ مدينة القدس عدنان غيث، في وقت اقتحم فيه مستوطنون إسرائيليون المسجد الأقصى ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، كما نفذ مستوطنون هجوماً على رعاة الماشية في الخليل.
ففي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير الحطب، وحاصرت منازل الفلسطينيين، واستهدفتهم وسط وابل من الرصاص وقنابل الغاز السام، كما استهدفت الصحفيين ومنعت طواقم الإسعاف من دخول البلدة، ما أدّى إلى استشهاد شاب وإصابة آخرين، بينهم مصوّر وصحفي في تلفزيون فلسطين.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشاب علاء ناصر أحمد زغل 21 عاماً استشهد متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس، أطلقتها عليه قوات الاحتلال في البلدة، بينما أصيب ستة آخرون، أحدهم في الرأس وهو بحالة خطرة، واثنان في منطقة الكتف، وأصيب العشرات بحالات اختناق.
وأغلقت قوات الاحتلال الطريق المؤدّي إلى قرى عزموط وسالم ودير الحطب.
جاء ذلك في وقت أصيب فيه عشرات الطلبة الفلسطينيين في الخليل، حيث قال مدير مدرسة الخليل الأساسية للذكور قصي الجعبري: إن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من قنابل الغاز السام باتجاه طلبة المدارس الأساسية على مفرق طارق بن زياد في المنطقة الجنوبية من المدينة، وفي محيط الحرم الإبراهيمي أثناء مغادرتهم نحو منازلهم، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق وآخرين بجروح نتيجة تدافعهم.
وفي الأثناء، هاجم مستوطنون مدجّجون بالسلاح رعاة الماشية واعتدوا عليهم، ما أدّى إلى إصابة راعي أغنام في منطقة جورة الخيل ببلدة سعير شمال شرق الخليل.
في سياق متصل، أصيب طفل فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، الذي أطلقه جيش الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت في مدينة البيرة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن طواقمها تعاملت مع إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بالقدم لطفل “14 عاماً”، خلال المواجهات التي اندلعت، عقب اقتحام قوات الاحتلال منطقة جبل الطويل في المدينة.
وفي القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال منزل محافظ مدينة القدس عدنان غيث في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، وعبثت بمحتوياته.
وكانت سلطات الاحتلال فرضت الحبس المنزلي على المحافظ غيث منذ الرابع من آب الماضي.
وفي القدس أيضاً، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، كل مجموعة تتكوّن من 40 مقتحماً، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال، التي اعتقلت 7 فلسطينيين بينهم 3 نساء من داخل وفي محيط المسجد.
ومنذ ساعات الصباح الباكر اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي في المسجد، وحاصرت المصلين والمرابطين فيه، واعتدت على الفلسطينيين في باحاته واعتقلت عدداً منهم، كذلك أغلقت معظم شوارع القدس بحواجز إسمنتية، وعزلت أحياءها عن بعضها، وكثفت انتشارها في البلدة القديمة ومحيط الأقصى، ما تسبّب بعرقلة حركة المقدسيين في المدينة.
وفي قطاع غزة المحاصر، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في أبراجها العسكرية على أطراف القطاع، نيران أسلحتها الرشاشة، وقنابل الغاز السام على المزارعين شرق بلدة دير البلح وسط القطاع، وبلدة بيت لاهيا شماله، بينما استهدفت بحرية الاحتلال بنيران رشاشاتها الثقيلة مراكب الصيادين في البحر قبالة شواطئ شمال القطاع، وأجبرتهم على مغادرته.
إلى ذلك، قرّر الأسرى في سجن “عوفر” وعددهم نحو 900 أسير، تنفيذ إضراب عن الطعام يوم الخميس، إسناداً لرفاقهم الـ30 المضربين عن الطعام منذ 11 يوماً، ورفضاً لجريمة الاعتقال الإداريّ.
وأكد نادي الأسير في بيان، أنّ الأسرى وفي حال استمرّت إدارة السجون على مواقفها حيال القضايا المطروحة بشأن قضية المعتقلين الإداريين، سيكون هناك خطوات إسنادية أخرى لدعمهم في معركتهم المستمرة ضد جريمة الاعتقال الإداريّ.
سياسياً، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن جميع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس باطلة وغير شرعية، وأن مصيرها الفشل في ظل صمود أهلها وتشبّثهم بالبقاء فيها.
وأدانت خارجية السلطة في بيان، الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال اليوم، لعزل القدس وتقطيع أوصال أحيائها، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، مشيرةً إلى أنها أدّت إلى شل حركة المقدسيين، وخاصة في البلدة القديمة بسبب انتشار حواجز الاحتلال.
ولفتت، إلى أن تصعيد اقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال للمسجد الأقصى واعتداءاتهم على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة جزء لا يتجزأ من حرب الاحتلال المفتوحة على القدس المحتلة، لإدخال تغييرات ضخمة على واقعها ومحاولة طمس هويتها، وصولاً إلى واقع يصعب تجاوزه وتغييره يخدم مخططات الاحتلال الاستعمارية.