ثقافة

أنا سوري.. سأنتخب لأجل الوطن

أنا سوري وسأنتخب لأجل وطني.. سلام لتلك الروح  الصامدة النابضة داخل كل سوري، تلك الروح التي تمتطي جراحها وتمضي لتصنع سورية جديدة وتختار قائداً يسير بها ومعها إلى صفحة أجمل، واليوم “سوا” يخوض السوريون تجربتهم الأولى في استحقاق رئاسي طال انتظاره.. استحقاق بحجم عشقهم لوطن آسى وآن له أن تطيب جراحه، فسلام لكل سوري تحدى وسارع إلى صناديق الاقتراع ولم يقف على الحياد، وأبى إلا أن يحقق ذاته ويخط اسم المرشح الذي يريد بحروف من إرادة وقناعة واستقلالية تامة، ليكون جزءاً من التغيير الإيجابي لمستقبل بلاده فإذا كنت تريد التغيير “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم” كما يقول غاندي، وابدأ بنفسك وشارك برسم خطوط الأيام المقبلة لوطنك. ولعل هذا ما فعله السوريون بتواجدهم في المراكز الانتخابية، وبما أنه للمثقفين والمفكرين حضور يطغى، وصوت يسمع، وهم البوصلة التي يفترض أن تكون الهادي لأمان الوطن. وهنا يحضر السؤال: لمن سيعطي مثقفو سورية صوتهم، هل سيكون إلا لمن  إلا لمن سيحميها ويبنيها  – حسبما أشارت مديرة المركز الثقافي في “أبو رمانة” مها الناجي- ولفتت إلى وجود تنوع في الشرائح التي شاركت في الانتخابات فالمركز مؤسسة ثقافية أحب الكثير من الناس الانتخاب فيها حيث تنتشر حالة احتفالية وبهجة ورغبة وشعور بالأمل وصولاً إلى سورية آمنة جميلة فهذا يوم مميز نقرأه على الوجوه.
“صوتك هو أمانك وضمان مستقبلك لذا عبر عن نفسك وخيارك من خلال انتخابك لمن  سينهض بسورية”..هي دعوة لكل سوري وهي حقيقة بات يعرفها السوريون لذلك نرى أن حتى الذي لم يبلغ  بعد سناً قانونياً يخوله المشاركة في الانتخاب تملكته رغبة عارمة لممارسة هذه الديمقراطية، وتمنى لو أن العمر يقفز سنوات إضافية تمنحه حقاُ لم يصل إليه بعد، حتى أن بعضهم توافد إلى المراكز الانتخابية حتى يحظى برؤية هذا العرس الوطني  حتى ولو لم يشارك – كما أفاد سمير 16 سنة-  وحتى لا يفوته حدثٌ سيبقى سنوات ليعيشه مرة أخرى.
وبما أن الانتخاب حق لكل سوري وواجب عليه أشارت رشا منصور أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن لا تكون حاضرة في هذا اليوم الذي سيسطره تاريخ سورية، فهو السبيل لإيصال صوتها وإرادتها ولن تحرم نفسها من هذا الحق، كما قال المواطن محمد مسعود : نحن كسوريين مصرين على سيادتنا الوطنية وعلى صنع قرارنا بمعزل عن أي جهات خارجية، ومشاركتنا في الانتخاب هي وسيلتنا الأقوى لإيصال هذه الرسالة.
كما أصر بعض الشباب السوري على ألا ينتخبوا إلا بالدم  فالدم أقل مايمكن أن يقدم لوطن معطاء وعظيم كسورية، وهاهو الشاب ماهر يوسف أحمد يبصم بالدم أمام أسم المرشح الذي اختاره متعهداً بأنه سيفدي تراب الوطن بدمائه.
ولعل الصورة الأجمل التي توجت هذه الاحتفالية هي صورة الطفل عامر حلبي ذو الست سنوات الذي قدم بصحبة ذويه وهو يرتدي لباساً موحداً يرفرف عليه علم سورية معبراً بذلك عن حب الوطن الذي يترعرع بداخل كل سوري منذ الطفولة.
لوردا فوزي