ثقافة

بعد مشاركات درامية وسينمائية متعددة باسل طه:أميل للسينما لأنها تخلد الفن والإبداع

شغفه مشروع ثقافي فني فكري يهدف لدعم الفنون بكل ألوانها، تكلل بالنجاح من خلال ليالي الشعر والموسيقى والسينما التي نظمها في 2010، وبالأمسيات والمعارض وورشات العمل، واعتاد تجسيد الشخصيات الغريبة والمختلفة إلى درجة لا يستطيع المقربون منه تمييزه بين شخصية وأخرى، وهذا ما ميز الممثل الشاب باسل طه في أعماله وأفكاره، يقول “للـبعث” عن مشاركته في موسم رمضان الحالي وعن جديده:
شاركت هذا العام بعملين الأول هو “شركة ضايعة” من إنتاج مؤسسة الدراما الأكاديمية للإنتاج وإخراج فراس فائق مغيزيل، والعمل يسلط الضوء على ما يحدث في كواليس شركات الإنتاج عند تحضير المسلسلات، وأنا أجسد من خلاله شخصية “فادي” المتمثلة بفئة من الناس المحبة للوسط الفني، بعيداً أي هدف من هذه المهنة، ويمكن أن يكون السبب الشهرة والمال، فيدخل “فادي” إلى هذه الشركة، وتحصل معه مواقف عديدة مثل نصب الأموال، وهذا الشيء واقعي لأن الشركة لا يبقى فيها سوى العمال الذين يقومون باستغلال الشباب مادياً ومعنوياً.
وشاركت أيضاً في إحدى خماسيات “الحب كله” وهي “مازالت الحافلة تسير” من تأليف ديانا فارس وإخراج غسان جبري، وألعب فيه دور أحد المتطرفين دينياً القادم من الخارج إلى سورية، في هذه الشخصية أمثل الحقيقة الموجودة، وهناك الكثير ممن يعتقدون أن هذا الدور سيسبب لي الكثير من الأذى والخطر، لكن أنا أقول إذا لم يمثل الفن الواقع فهو بدون قيمة، والشخصية التي أقوم بها هي جزء من الحقيقة، وهناك عدد كبير من المسلحين في سورية يقاتلون باسم الدين من أجل الدفاع عن الإسلام بينما هم يشوهون الإسلام.

مع الشباب
أيضاً لي مشاركة بسيطة في مسلسل “بحلم ولا بعلم”، فهو مسلسل شبابي صغير لكتاب وممثلين شباب وأنا أشجع هذه الفكرة، فاليوم نرى الكثير من الأعمال من إنتاج أشخاص جدد أغلبهم يدفعهم الربح المادي، لكن المسألة تحتاج إلى حذر وحرص، فنحن بأي عمل سيىء نقدمه نسيء إلى تاريخ الممثلين الذين نهضوا بالدراما السورية، لذلك نحن بحاجة إلى رقابة كبيرة لهذه الأعمال، بالإضافة إلى وعي لمسؤوليتنا تجاهها، لأن أي شخص يريد أن يكون مخرجاً أو ممثلاً لا يجب أن يكون متساهلاً أمام هذه المهنة.

من دمشق إلى السويد
أما في مجال السينما، فقد قدم المخرج الشاب فيلماً جديداً بعنوان “من دمشق إلى السويد” ليؤكد فيه مرة جديدة أصالة وعراقة مدينة دمشق، وأن العالم كله يستمد منها الفن والعمران والثقافة والأبجدية والموسيقى وكل شيء فيقول طه:
سيؤكد الفيلم على أن دمشق تصدّر الحياة للعالم. وهو فيلم “ديكودراما” يصوّر عدداً من شوارع المدينة القديمة في ستوكهولم التي تشبه كثيراً المدينة القديمة في دمشق، ومدى تأثر العاصمة السويدية بفنها العمراني، لدرجة وجود حارتين دمشقيتين في ستوكهولم، وفي هذا أؤكد على التمازج والروحانية بين المدينتين. الفيلم مدته ساعة، أخرجت أنا الجانب الذي له علاقة بسورية، وفي السويد أخرجه شكري لازار، ودخل الآن عمليات المونتاج التي تتم في السويد.
ويتوجه الشاب باسل طه في فيلمه الجديد إلى السوريين لأنهم المتأثرون والمتضررون بما حدث، وأحب نقل صورة هذا الواقع عبر هذا الفيلم، فيقول مخرج “فولت حار جداً”:
أحضر لفيلم قصير جديد بعنوان “لم يعد” مدته ربع ساعة، ويحكي قضية إنسانية مرتبطة بالأمور النفسية، الفيلم من فكرة غياث دياب وإخراجي، أستعرض فيه الناس الذين خطفوا أثناء الأحداث التي تمر بها البلاد، وعن حالتهم النفسية والجسدية بعد الخطف، حيث يبقى السؤال: هل عادوا أم لا، وحال الأهل المنتظرين عودتهم.

مشروع خاص
“لا بد أن يكون لي اسم أزاحم به الناس في المدن المزدحمة بالضجيج والسيارات والمارة والغرباء” بهذه العبارة انطلق طموح وحلم باسل طه فيعبر عن نفسه وأعماله قائلاً:
عندما أعمل بالإخراج أو التأليف تكون هناك قصة حب عميقة بيني وبين النص. في الواقع، لدي خبرة جيدة وبسبب عملي في الدراما مع فريق عمل لاتتوفر لي فرصة كبيرة، وأغلب الأعمال تكون متبناة وليست خياري المطلق، فأنا أعمل ليبقى شيء موجود. أنا في الفن أحب أن أقوم بعمل يُحسب لي، ولكن لا أستطيع التعبير عنه عبر مشاعر الآخرين، لذلك أقوله من خلال شخصيتي، وهذا كان حافزاً بالنسبة لي لأفكر بمشروعي الخاص، والعمل في الدراما يساعدني على التوسع في هدفي. باختصار، أنا لدي رسالة أريد إيصالها إلى العالم، وهذا المشروع لا يمكن أن يتم دون دعم كبير، والدعم أحصل عليه من خلال الانتشار والشهرة في الأعمال الأخرى حتى أصل إلى تقديم مسرح وسينما أراها مناسبة.

بين السينما والدراما والمسرح
وعن توزع ميوله بين السينما والدراما والمسرح يضيف طه: أنا مازلت ميّالاً إلى السينما، لأن فيها حالة من الخلود إلى الفكرة، فهناك راحلون ممن عملوا في السينما كانت لهم بصمتهم التي تتحدث عنهم عبر أفلامهم التي تركوها بعد رحيلهم، وأنا أريد لأفكاري النابعة من ذاتي البقاء والخلود. فقد خضت الكثير من التجارب والسفر والعلاقات، وهي التي أثرت على شخصيتي وكونت لدي موقفاً، وأنا بدوري سأصدره عبر السينما.
جمان بركات