الصفحة الاولى

صفعة قوية لرعاة المشروع العدواني.. وضربة قاصمة للعصابات الإرهابية التكفيرية قواتنا الباسلة تُعيد الأمن والاستقرار إلى المليحة والمزارع المحيطة بها.. وتضيّق الخناق على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية

أنجزت وحدات من الجيش العربي السوري، بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، أمس، مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة المليحة والمزارع المحيطة بها في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد سلسلة من العمليات النوعية الحاسمة قضت فيها على أعداد كبيرة من الإرهابيين التكفيريين المرتزقة الذين تحصّنوا في المدينة واتخذوا منها مقراً لأعمالهم الإرهابية.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان: إن هذا الإنجاز الجديد يشكل صفعة قوية لرعاة المشروع العدواني وضربة قاصمة للعصابات الإرهابية التكفيرية، التي بدأت تنهار أمام الضربات المتلاحقة التي توجهها قواتنا المسلحة لهذه العصابات، وأوضحت أنه بالسيطرة على مدينة المليحة يكون الجيش العربي السوري قد ضيّق الخناق على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية، وأمّن قاعدة ارتكاز وانطلاق للإجهاز عليها، وجددت الوفاء بعهدها للشعب السوري الأبي على مواصلة تحقيق الإنجازات في القضاء على الإرهاب وتخليص الوطن من شروره، وأكدت من جديد أن سورية تتسع لجميع أبنائها وتدعو كل من غرر به إلى إلقاء السلاح والاستفادة من مراسيم العفو الصادرة والمساهمة في الدفاع عن الوطن وصون ترابه الطاهر.
ويذكر قائد ميداني أن وحدات من الجيش نفذت عمليات نوعية حاسمة ضد تجمعات الإرهابيين التكفيريين وأوكارهم الذين كانوا تحصّنوا في المدينة واتخذوا منها مقراً لاعتداءاتهم الإرهابية على سكان المدينة وعلى المواطنين الآمنين خارجها، مشيراً إلى أن الجيش كبّد الإرهابيين فيها خسائر كبيرة بالعديد والعتاد، ويضيف: إن الإرهابيين في المليحة كانوا يخشون سقوط هذه المدينة لأنها شكّلت لهم هدفاً كبوابة للدخول إلى دمشق عبر جرمانا، وإلى الجنوب من العاصمة، فتحوّلت إلى خزان بشري لإرهابيين استجلبوا من خارج الحدود من مختلف الجنسيات، سعوديين وتونسيين وجزائريين وقطريين وأردنيين ويمنيين وغيرهم من جنسيات أجنبية، انضووا تحت تسميات لتنظيمات تكفيرية إرهابية عدة مما يُسمى فيلق الرحمن وجيش الإسلام والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ولواء القعقاع وتتقدّمها جميعاً جبهة النصرة.
ويلفت القائد الميداني إلى أن الإرهابيين أعدوا من المليحة خط الدفاع الأساسي الأول عن الغوطة الشرقية، وتحديداً دوماً، من تحصينات في الأبنية السكنية بعد تهجير أهلها وزرع شوارعها وطرقها الزراعية بالألغام والعبوات الناسفة وحفر شبكة من الأنفاق.
وترتبط المليحة مع بلدات دير العصافير وزبدين وحتيتة الجرش وجسرين بشكل سلس دون حدود واضحة أو بارزة، وتقع على خط سير واحد يمتد من الجنوب إلى الشمال حتى سقبا وحمورية ومسرابا في منطقة دوما، ويشير القائد الميداني إلى أهمية إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة المليحة التي يكون الجيش من خلالها ضيّق الخناق على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية وأمّن قاعدة ارتكاز وانطلاق للإجهاز عليها، ولا سيما أن هذه العصابات الإرهابية التكفيرية بدأت تنهار أمام الضربات المتلاحقة التي توجهها قواتنا المسلحة لها، ويقول: ستكون مواجهة الإرهابيين بعد المليحة أسهل وخاصة بعد القضاء على أعداد كبيرة منهم فيها بعضهم قناصون ومن جنسيات مختلفة.
وأكد محللون عسكريون أن إعادة الأمن والاستقرار إلى المليحة تكتسب درجة عالية من الأهمية تتعلق بموقع المليحة الجغرافي الحيوي ضمن الغوطة الشرقية لريف دمشق، والذي سيسهل لاحقاً استكمال الطوق للمناطق المتبقية التي توجد فيها التنظيمات الإرهابية المسلحة، ويؤكدون أن هذا الإنجاز يدلل على أن عمليات الجيش كانت مدروسة بعناية، من حيث الجغرافيا والتوقيت الزمني ومراعاة تطور الأحداث على الساحة الإقليمية، التي تشهد تمدداً للإرهاب فيها، مشيراً إلى أن الجيش تقدّم بخطى واثقة وثابتة على مدى زمني طويل نسبياً، الأمر الذي يعكس إمساك الجيش بزمام المبادرة والقدرة على التحكم بمسار المعركة من موقع الفاعل وليس المنفعل، ولفتوا إلى أن عمليات الجيش وإنجازاته في المليحة سيكون لها بالغ الأثر على مسار المعركة الكلية بريف دمشق وباقي مناطق انتشار الإرهابيين، ولا سيما أن معنويات تلك التنظيمات الإرهابية باتت في الحضيض بعد أن توالت هزائمهم إضافة إلى الاقتتال الداخلي بين تلك التنظيمات والتحولات السياسية لبعض مرجعياتها الإقليمية والدولية.
في الأثناء، عثرت وحدة من الجيش والقوات المسلّحة على وكر للإرهابيين فيه كميات من الذخيرة والأسلحة المتنوعة بينها قواذف آر بي جي وقنابل وبنادق آلية إضافة إلى خزانات مياه مليئة بالأسلحة وعدد من البراميل التي زرعها الإرهابيون في الأرض مملوءة بالذخيرة في محيط جامع العثمان بداريا في ريف دمشق.
واستهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تحركات وتجمعات الإرهابيين بشارع نستله وعلى تقاطع المضخة بخان الشيح وفي سعسع ومفرق حسنة، وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم، وأوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في أم باطنة ورسم الخوالد وممتنة والصمدانية الشرقية في ريف القنيطرة.
وفي ريف حمص، استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعات الإرهابيين في حي الوعر وقرى تلدو وكفرلاها والناصرية وبرج قاعي في الحولة وفي أبو قاطور وأبو طراحة وأبو لية وابو جريص وام الريش والشنداخية والشيحة ووادي الكهف بريف القصير وأوقعت بينهم قتلى ومصابين، وقضت على إرهابيين حاولوا التسلل إلى حقل الشاعر النفطي، ودمّرت لهم ثلاث سيارات مزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها.
وفي حلب وريفها، قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على أعداد كبيرة من الإرهابيين وأصابت آخرين ودمرت سياراتهم باستهداف تجمعاتهم في المنطقة الحرة وأم القرى وعبلة والبوشة والسحارة والإنذارات وباب الحديد وحي الصاخور والمنصورة والسكن الشبابي ومزارع الملاح والليرمون وحريتان وساحة النعناعي، وفي محيط دوار الصالحين.
وفي درعا وريفها، استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أوكار وتجمعات الإرهابيين في عدد من أحياء درعا البلد، شمال غرب الجمرك القديم وغربي خزان السعلية بضاحية اليرموك ومحيط خزان أم الدرج، حيث قضت على أعداد منهم ودمرت آليات وأسلحة وذخيرة لهم. وقضت على آخرين في إنخل وخربة المطوق وتل المطوق الكبير وفي محيط خزان الثعيلة.
وفي ريف إدلب أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين، معظمهم من جنسيات أجنبية، خلال استهدافها تجمعاتهم وأوكارهم في حلوز والنهر الأبيض وجديدة فوقاني ومعرة النعمان وخان شيخون.
وفي فيينا، حذّرت وزارة الخارجية النمساوية من امتداد خطر ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي التابع للقاعدة إلى القارة الأوروبية، مؤكدة ضرورة التحرك والتعامل مع هذه المسألة بجدية، وشدد وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز على ضرورة توخي الحذر من وقوع المزيد من السلاح في أيادي التنظيم الإرهابي وتمكينه من بسط مزيد من نفوذه على مناطق أخرى وتهجير الأقليات الدينية وامتداد خطره إلى أوروبا، لافتاً إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي بالقيام بعمل ما ضد التنظيم أصبح خارج النقاش وأمراً ضرورياً.
المغرب يفكك خلية إرهابية تجند مسلحين
وفي الرباط، أعلنت وزارة الداخلية المغربية تفكيك خلية إرهابية تتكوّن من تسعة أفراد يقومون بتجنيد مغاربة وأجانب لإرسالهم إلى سورية والعراق للقتال إلى جانب إرهابيي “داعش”، وقالت في بيان: “في إطار المقاربة الأمنية الاستباقية في مواجهة التهديدات الإرهابية تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمغرب على ضوء تحريات دقيقة قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وبتعاون وثيق مع المصالح الأمنية الإسبانية من تفكيك هذه الخلية”، وأشارت إلى أن التحريات أكدت أن الأشخاص المجندين من طرف هذه الخلية ينضمون إلى معسكرات “داعش” لتلقي تدريبات مكثفة حول استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وكيفية تفخيخ السيارات قبل توجههم لتنفيذ عمليات انتحارية أو القتال بمختلف الجبهات، حيث يشارك بعضهم في العمليات الوحشية كقطع رؤوس الأشخاص ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابعت الوزارة أن التحريات أظهرت أيضاً أن أعضاء هذه الخلية كانوا بصدد التخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المغرب باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، حيث تمّ إيفاد أحد عناصرها إلى معسكرات “دولة العراق والشام” بهدف اكتساب الخبرة في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، وأكدت أنه سيتمّ تقديم الأشخاص التسعة إلى العدالة فور انتهاء التحقيقات التي تجري بإشراف النيابة العامة المختصة، ولفتت إلى أن 1212 مغربياً شاركوا في القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وتم اعتقال مئة على الأقل عند عودتهم.