تتمات الاولىمحليات

جعجعة المع والضد تنتظر طحين النتائج! هل يصلح اليازجي ما أفسده الدهر في “كبسة” مشفى الباسل بطرطوس؟

أثارت زيارة “كبسة” الدكتور نزار وهبي يازجي وزير الصحة إلى مشفى الباسل بطرطوس صبيحة الأحد الفائت العديد من ردود الأفعال التي انقسمت بين مؤيد لهذا النوع من الزيارات، وغالبية هذا الرأي بطبيعة الحال من عامة الناس أو لنقل المواطن الذي يعتبر أن مشافي الدولة ملاذه المجاني والآمن من سطوة سوق الأطباء والمشافي الخاصة والمخابر وما إلى ذلك على أمل أن تأتي الثمار “أُكلها”، وبين محتج ومعترض على طريقة الزيارة ورافض للتعليمات والعناوين التي طالتها، وغالبية أصحاب هذا الرأي هم بطبيعة الحال أيضاً من العاملين في المشفى أطباء ورؤساء أقسام وشُعب وإداريين وما إلى ذلك..!!.
وبغض النظر عن الآراء المؤيدة والمحتجة، فإننا نجدها مناسبة لنؤكد أن الـ”يازجي” ذكرنا بالزيارات غير المعلنة التي كان يقوم بها مسؤولونا وافتقدناها منذ زمن طويل حتى نسينا هذا النوع من الأداء وغاب تماماً عن أجندة الغالبية الغالبة، فتحولت أغلب الزيارات إلى استعراض إعلامي فاقع وفرصة لممارسة النفاق والتفنّن في كيل المدائح والتعمية عن الحقائق والوقائع، واستنزاف المال العام بسبب الأعباء المادية الباهظة التي تترتب على كل زيارة من ضيافة وإقامة وبنزين ونفقات أخرى مستورة “مفضوحة”، آملين أن تكون زيارة “اليازجي” فاتحة لزيارات أخرى مشابهة في مواقع أخرى داخل محافظة طرطوس وخارجها وحافزاً للبقية أن يحذو حذوها!!.
وبصرف النظر عن الـ”مع” والـ”ضد”، فإننا نؤكد على عناوين الزيارة لجهة إلزام الأطباء بالدوام أسوة بغيرهم من موظفي الدولة وأطباء المشافي العسكرية في محافظة طرطوس نفسها ومشافي وزارة التعليم العالي في المحافظات الذين يتوجهون إلى عياداتهم خارج أوقات الدوام الرسمي مع مراعاة دوام المناوبين منهم، وهذا ما يعرفه أطباء طرطوس جيداً.
ولا بد في هذه العجالة من التذكير بقانون التفرغ الطبي “المنسي” الكفيل بحل الكثير من الإشكالات، ويضمن لكل طرف ما له وما عليه ويعطي لكل ذي حق حقه كما نعتقد ونظن.. لأن إصلاح ما أفسده الدهر لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان إن لم يترافق مع خطة واضحة المعالم مبنية على أسس ومحددات ومعطيات وتفاصيل المكتوب يدل عليه عنوانه كما قرأنا ونقرأ!!.
الأمر الآخر الذي نأمل أن يأخذ الاهتمام والحرص نفسه إصلاح الأجهزة الطبية الهامة كجهاز الرنين المغناطيسي المعطل منذ مدة طويلة فيما أجهزة مرنان القطاع الخاص تعيش على “دسم” هذه الأعطال، وكذا الحال لجهاز القثطرة القلبية الحديث في مركز الباسل لجراحة القلب وجهاز الطبقي المحوري الذي عاد إلى الحياة قبيل زيارة الوزير، وتأمين قائمة الدواء واللوازم المخبرية التي يعيش عليها المشفى ومرضاه الفقراء وزيادة عديد الأطباء من مختلف الاختصاصات الطبية بما يتناسب مع تزايد تعداد مرتاديه القادمين من كل الجغرافيا السورية، والإسراع بترميم إصلاحات المشفى وتجديد أثاثه المهترئ، وزيادة موازنة المشفى المالية بعد الأخذ بعين الاعتبار حجم العمل الذي تضاعف إلى درجات ومستويات غير مسبوقة بفعل تداعيات الأزمة.
وحسناً ما فعله الوزير بعقد اجتماعين منفصلين أحدهما مع العاملين في المشفى بعد طلبه من مديري المشفى والصحة عدم حضورهما والثاني مع الإدارات بحضورهما.
لكننا نسأل: هل إلزام الأطباء كما وجّه وزير الصحة بالدوام الرسمي يسري على باقي المؤسسات التي تتبع لوزارة الصحة في باقي المحافظات الساخنة والباردة؟، وهل الوزارة قادرة فعلاً على فرض الدوام لكامل جسمها الطبي أم أنها لجهة دون غيرها؟!.. وهل بقية مؤسساتنا الصحية في طرطوس وغيرها على ذات الدرجة من الالتزام، وأن قائمة تطول من الأسماء لا تعرف مؤسساتها إلا عند قبض رواتبها، وأن فتح ملف بهذا الحجم -وهو ضروري- يحتاج مراجعة شاملة ودقيقة وطويلة ومسؤولة؟! وهل علمت الوزارة أن الأطباء التزموا بالتوقيع على الدوام، لكن الكثير منهم ما لبث أن غادر إلى عيادته الخاصة قبل أن يجف حبر التوقيع؟!.
الغريب استفاقة محافظة طرطوس كما علمنا على تعميم بتاريخ 16/9 حددت فيه الدوام من الساعة السابعة وحتى السادسة مساءً، فكيف يستوي ذلك وأين كانت قبل الزيارة؟!.
بكل الأحوال فإن نجاح الزيارة يظل مرهوناً بما تنتجه من طحين ونتائج تطال المريض والطبيب والمشفى على حد سواء.
طرطوس- وائل علي